تسببت مبالغ مالية ضخمة- جنتها القيادات الانفصالية في الخارج من المغتربين ورجال الأعمال ومصادر مجهولة- في تصعيد وتيرة الخلافات بين الانفصاليين الذين تسابقوا على نهبها، وكذلك في الدفع بالمدعو أحمد عمر بن فريد إلى التسلل مجدداً بصورة غير مشروعة إلى سويسرا لاستعادة مبالغ تم جمعها باسم "حراك الداخل" نهبها أحد "القادة" الانفصاليين.
مصادر في ألمانيا كشفت لنا أن أحمد عمر بن فريد- المستشار الأول للبيض- قام خلال الأيام القليلة الماضية بعبور الحدود من ألمانيا إلى سويسرا بمساعدة شخص يدعى "صالح بن دحة"، الذي قام بتهريبه بطريقة غير مشروعة كونه لا يمتلك أي إقامة رسمية في ألمانيا ولا يسمح له بالسفر إلى أي مكان أخر.
وأوضحت المصادر: أن تسلل بن فريد إلى سويسرا جاء على خلفية مبالغ مالية ضخمة كان قد أودعها لدى المدعو "أفندي المرقشي" خلال فترة تواجده في سويسرا، وقبيل اعتقاله وترحيله منها إلى ألمانيا، غير أن "المرقشي" ظل يتهرب ويماطل كلما طلبها منه بن فريد، علاوة على تذرعه بأنه صرف جزء منها ويعمل على محاولة تدبيرها، الأمر الذي اضطر بن فريد إلى شد الرحال إليه.
وأضافت المصادر: أن احتدام الصراعات على نهب الأموال التي تجبى باسم ضحايا الحراك في الداخل قاد إلى كشف الانفصاليين لفضائح بعضهم البعض، بينها قيام "المرقشي" بالوشاية بـ"بن فريد" لدى علي سالم البيض، وكشف النقاب عن قيام "بن فريد" بنهب مبالغ قدرها بـ(180) ألف دولار، و(130) ألف يورو تم جمعها من المغتربين في الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج، بصفة تبرعات لضحايا الحراك، دون أن يدفع منها دولاراً واحداً للحراك في الداخل، أو أسر الجرحى.
وتؤكد مصادرنا أن أحمد عمر بن فريد ما زال في ألمانيا حتى لحظة كتابة هذا الخبر، وأن وجوده فيها بصورة غير قانونية، وإنه يقيم في منزل (ع. ص.)، بعد أن رفض "المرقشي" استقباله في منزله، وكرر إدعائه بأنه صرف الأموال التي قدم "بن فريد" من أجل استعادتها.. حيث يسود اعتقاد عام في أوساط الانفصاليين بأن الأموال التي يجنوها باسم الحراك هي مال مشاع من حق جابيه التمتع به، أو في أحسن الأحوال، فرض وصايته المطلقة عليه..!
جدير بالذكر، أن أحمد عمر بن فريد لم يكن من الشخصيات الجنوبية المعروفة، غير أن علي سالم البيض عند ظهوره الأخير سعى الى النأي بنفسه عن "القيادات التأريخية" وتجاهلها بالكامل، آملاً صناعة مظلة شبابية جديدة تتلائم ومقتضيات العمل الحركي، فكان "بن فريد" هو الأقدر في استمالته نظراً لما يتمتع به من موهبة في المكر ولباقة في التملق، وبراعة في التمثيل.
وقد استغل "بن فريد" ضعف ثقافة البيض، وتشكيكه المفرط بالآخرين، ليقدم نفسه كـ"خادم مطيع"، ويسحر "البيض" ببعض المشاريع السياسية التي يستقي أفكارها من خزائن الانترنت.. في نفس الوقت الذي بدأ يحشد لنفسه الأنصار، ويبني نفوذه الشخصي من خلال التحدث على لسان البيض، واصدار التوجيهات باسم البيض، دون أن يكون للأخير أي علم بما يجري.
وتؤكد مصادرنا بوقوف "بن فريد" وراء الكثير من احداث محافظة الضالع، وقيامه في الآونة الأخيرة بتجنيد الأنصار لتأجيج الفتنة بين عدد من قيادات الحراك في الضالع، والتأليب على وجه الخصوص على جناح شلال علي شائع، الذي تؤكد مصادر مقربة من "بن فريد" أنه يحملهم مسئولية قتل أبيه الذي كان محافظاً لشبوة، ويصفهم بـ"الخونة"، ويكرر بين الحين والآخر أن الجنوبيين لن يستعيدوا دولتهم حتى يتحرروا من "مرتزقة الضالع" أولاً- على حد تعبير المصدر.
كما تشير نفس المصادر المقربة منه، إلى أن "بن فريد" كثيراً ما يعتمد على وسائل الاعلام في توجيه الرسائل لخصومه بقصد النيل منهم على ألسنة كتاب آخرين.. وكذلك نشر تسريبات أخبارية أو مقالات بأسماء مستعارة تسيء إلى رفاقه المقربين- بما فيهم البيض- بقصد ابتزازهم، أو إحراج مواقفهم، أو توجيههم لغاية تخدم مصالحه الشخصية..
وقد سعى مؤخراً لقطع طريق التقارب بين البيض وعلي ناصر محمد وحيدر ابو بكر العطاس ومحمد علي أحمد وآخرين، من خلال كتابات مقالية نشرها في مواقع الحراك بأسماء مختلفة، كان آخرها باسم أحد شخصيات الحراك في الضالع، الذي حاول من خلاله بن فريد ضرب عصفورين بحجر واحد- أي إحراق الكاتب نفسه كونه مصنف لديه من "الخونة، المرتزقة"، وثانياً النيل من القيادات التي هاجمها.. علماً أن بن فريد وجه "من خلف الكواليس" بدفع مائة دولار لكاتب المقال كنتاج فكري..!