ان ما نعايشه حالياً من ضياع هوية القرية فلا القرية بقيت هي القرية ولا القرية أصبحت مدينة ولم تحتفظ بطابعها القروي المميز وأننا نهرب من المدينة إلى القرية للحصول على الاشياء الطبيعية في كل شيء وإذ بنا نُصدم بالمسخ الذي لم يُعد كما كان ولا اصبح كائن جديد... ذلك هو حال القرية أن احدنا يهرب من القمائم والاوساخ فإذا بالقرى أصبحت اكثر اتساخا من المدينة.
ونهرب من المواد الكيمائية التي تملئ المعلبات والمأكولات المحفوظة فنجدها في القرية اكثر فساداً لان حفظها يتم بأسؤ الطرق.
نهرب من الخمول والكسل واذ بناء في القرية نجد ان الناس تركوا اعمالهم واستطابو النوم في الضحى واحبوا السهر إلى الى ساعات الصباح.
نهرب من تخلخل البنية الاجتماعية في المدينة وعدم تعارف الناس فإذ بنا في القرية أكثر غربة لان المحبة والالفة تحولت إلى عداوات وأحقاد لها أول وليس لها أخر فقد تفككت الروابط الاسرية واصبح التباغض والعداوات سمة من سمات القرية وهي لم تكن كذلك 00نبحث في القرية عن الاكل الطبيعي المكون من منتجات القرية الطبيعية فإذ بناء نجد ان كل شيء مستورد ولم يعد هناك اكتفاء ذاتي او شبه ذاتي بل أصبح الحليب من العلب والسمن من التنك والدقيق من استراليا والعصير من البودرة.
صدقوني أنني عندما أهرب من المدينة إلى القرية أحاول أن اقنع نفسي بأنني في كابوس مزعج ولست في القرية الطيبة الحالمة النظيفة التي كانت.
[img][/img][img][/img]