حذر القيادي الإصلاحي السابق حارث الشوكاني من تبني ما يسمى المشروع الفيدرالي الذي تضمنته رؤية الإنقاذ التي يتبناها اللقاءالمشترك بقيادة تجمع لإصلاح"الاخوان المسلمون في اليمن"، مشيراً إلى أن الفيدرالية في الدولة المركبة مثل أمريكا لها جدوى سياسية ، بينما في الدولة البسيطة كما هو الحال في اليمن فإنها تكون طريقاً للتمزق والشتات.
وأوضح الشوكاني - وهو أحد مؤسسي تجمع الإصلاح ومسئول التخطيط السياسي السابق – أن الفيدرالية مشروع إمامي شيعي قدمه زيد الوزير في السنوات الأولى من تسعينيات القرن الماضي وروج له الدكتور محمد المتوكل وحاول التيار الإمامي تمريره عبر علي سالم البيض أثناء أزمة 93م وعمل على " تسمينه " مؤخراً مرشد الإخوان المسلمين ياسين عبدالعزيز القباطي ويتبناه اليوم محمد اليدومي وعبدالوهاب الآنسي بتأثير وضغط المرشد العام، بينما يسعى لتنفيذه الشيخ حميد الأحمر كالتزام تنظيمي.
وكشف الشوكاني عن تيار إمامي داخل الإصلاح بقيادة عبدالرحمن العماد وزيد الشامي ومن وصفهم بـ"المنتدبين" لتنفيذ برنامج العمل السياسي لحزب اتحاد القوى الشعبية، مؤكداً أن هؤلاء المنتدبين أصبحوا يسيطرون على التوجيه السياسي لأحزاب اللقاء المشترك، بينما أفلس الجمهوريون داخل هذا التكتل وأصبحوا عبارة عن " عكفة " للتيار الإمامي على حد وصف الشوكاني.
وأكد الشوكاني أن ما سماه التنظيم الشعبي الإمامي يعتمد أساساً على اختراق مؤسسات الدولة والمنظمات والأحزاب وقد استطاع أن يحكم سيطرته ويفرض حضوره من داخل أحزاب المعارضة ويسعى لتمرير مشروعه التمزيقي من خلال رؤية الإنقاذ وأطروحات المشترك، مبيناً أن مشروع هذا التنظيم يقوم على إلغاء الوحدة بالفيدرالية وإجهاض الديمقراطية بالتوافق وإعاقة مشاريع الإصلاح السياسي بعرقلة الحوار لتأجيج حالة الفوضى وتعميق الصراعات الحزبية والقبلية والمناطقية التي يمكنها أن تؤمن للتيار الإمامي فرصة الانقضاض على النظام الجمهوري.
وفي حين دعا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وحزب المؤتمر ومنظمات المجتمع المدني إلى المضي في إجراء الانتخابات البرلمانية حتى بدون اللقاء المشترك، أبدى الشوكاني قلقه على تجمع الإصلاح الذي قال إنه يمر بمرحلة الفشل السياسي بعد أن تورط في مشاريع تخالف منهجه الإسلامي وفقد علاقته بالسلطة وخسر امتداده الشعبي.
وانتقد الشوكاني - في حوار مطول أجرته معه صحيفة الجمهور نشرته في عددها الصادر اليوم – النقل الحرفي للفكر السياسي الذي تعتمده الأحزاب اليمنية المرتبطة بحركات وأحزاب خارجية ، مشيراً إلى أن هذا النقل لا يراعي الخصوصية الوطنية وبالتالي يكون سبباً في انحسار هذه الأحزاب.