تمرد مليشيا أتباع الحوثي، النتائج.. الآلاف من منازل السكان الأبرياء مهدمة.. الآلاف من البنى التحتية والممتلكات العامة مفجرة أو محروقة أو مستولى عليها.. مئات العوائل الآمنة تهجر مساكنها بسبب أعمال التمرد والابتزاز، وكل هذا وغيره سبيل للوصل إلى تقسيم اليمن السعيد وتشتيت حكومته المركزية للرجوع حسب ما يعلنون لإقامة الإمارة الزيدية الشيعية في البلاد.
ولمعرفة ما هي حركة الحوثي؟ ومن مؤسسها؟ ومن أين يأتيهم الدعم وكل هذه الأموال والمعدات؟ و ما هي أهدافهم؟ سنذهب برحلة إلى شمال اليمن السعيد للاطلاع على تطورات الأحداث هناك...
الشباب المؤمن هذه أول تسمية خرج بها مؤسسي الحركة الحوثية التي يرجع أصل تسميتها لـمؤسسها (حسين بدر الدين الحوثي) الساكن شمال بلاد اليمن وبالتحديد في محافظة صعدة ومعه والده( بدر الدين الحوثي) اللذان ينتمون للطائفة الشيعية الزيدية و بعد العمل على هذين الشخصيتين من قبل دهاقنة الثورة الإيرانية وشخوص حزب الله اللبناني تحولا إلى عقيدة ألاثني عشرية الشيعية المنتشرة في إيران والتي تحمل أفكار تصدير الثورة الإيرانية, وبعض من وقعوا تحت تأثير حملته، يؤرخون العام 1997 م كعامٍ للانتقال الفعلي من الهادوية الجارودية إلى الجعفرية ألاثني عشرية خصوصا بعد ذهابه إلى إيران وشربه من النبع الصفوي الأصفر.
واصل اعتقاد بدر الدين الحوثي ونجله حسين بعقيدة "الجارودية"، وهي إحدى فِرق الزيدية، وفرقة الجارودية أقرب فرق الزيدية إلى ألاثني عشرية؛ بل إن مرجع الشيعة "المفيد"، لم يدخل في التشيّع إلا الأمامية والجارودية وهذه الفرقة من الطائفة الشيعية ترفض الترضّي عن أبي بكرٍ وعمر(رضوان الله عليهم).
وتدعي فرقة الجارودية أن الرسول صلى الله عليه وسلم نصَّ على عليّ بالإشارة والوصف، وأن الأمة ضلّت وكفرت بصرفها الأمر إلى غيره، وترفض الصحيحين والسنة النبوية التي نقلها الصحابة الكرام.
ولهذا الغرض حرص علماء الفرقة الزيدية من الطائفة الشيعية في بلاد اليمن إلى الإسراع بالبراءة من الحوثي وحركته، في بيانٍ أسموه (بيان من علماء الزيدية)، وردّوا على ادعاءاته، وحذّروا من ضلالاته التي لا تمتّ لأهل البيت والمذهب الزيدي بصلة، حسب ما جاء في بيانهم.
وبحسب رؤية الشيعة الإثني عشرية أن لإمامهم المهدي المنتظر ثورات تمهيدية تكون سابقة لخروجه بعد الغيبة، ويؤكّد الباحث الشيعي الإيراني (علي الكوراني): "أن قائد هذه الثورة من ذرّية زيد بن علي، وأنّ الروايات تذكر أن اسمه (حسن أو حسين)، ويخرج من اليمن من قرية يُقال لها: كرعة وهي كما يقول الكوراني قرب صعدة، وفي هذا تلميح لثورة الحوثي ونصرتها بزعم تمهيدها لثورة إمامهم المهدي.
وتحوم تطلعات ومخططات الحوثي حول إقامة الإمامة الشيعية في العالم الإسلامي والترويج لإقامة دولة المهدي المنتظر حسب عقيدة الامامية والتمهيد لهذه الدولة بالخروج على سلطان الحكم والتمادي في رفض الصحابة عموما وخلافة الخلفاء الراشدون خصوصا بسبب اعتقادهم بأنهم أصل البلاء حسب زعمهم.
فكان التمرد الحوثي الاخير بشمال اليمن وبالتزامن مع الأزمة التي تعيشها البلاد ومطالبة بعض الأحزاب الجنوبية بالانفصال من جهة واشتعال نار الفتنة الطائفية وقطع الطرقات في الشمال من خلال مليشيات اتباع الحوثي.. التي خلف مئات العوائل المشردة والآلاف البنى التحتية المهدمة التي أشار إليها التقرير الحكومي عن محافظة صعدة وما تعرضت له من دمار بسبب التمرد: (أن أعمال التخريب والإرهاب من قبل أتباع الحوثي تسببت في إحداث عدد من الخسائر البشرية والأضرار المادية بالممتلكات الخاصة والمنشآت العام والبنى التحتية في المحافظة وأدت إلى عرقلة جهود التنمية في المحافظات التي أصيبت بحالة من الجمود وتعرضت لشلل شبة تام).
و من بين تلك الأضرار المادية الناتجة عن أعمال التخريب والإرهاب الحوثي بمحافظة صعدة شمال اليمن طالت ،11، مديرية من مديريات المحافظة.
واكد التقرير الحكومي: (أن بيانات النتائج النهائية لحصر الأضرار في الممتلكات العام والخاصة التي قام بها صندوق أعمار صعدة أظهرت تعرض،11، مديرية هي" سحار-مجز-الصفراء-رازح – كتاف- غمر- قطابر- الظاهر- شداء- ساقين – حيدان" لأضرار مادية في الممتلكات الخاصة والمنشآت العامة وأعتبر التقرير أن مديرية سحار هي أكثر المديريات تضررا بواقع 3.820 منشأة عامة وخاصة تليها مديرية مجز بعدد 2.547 منشأة عامة وخاصة تم مديرية حيدان التي تضررت فيها 1.717منشأة عامة وخاصة).
كما تعرضت المنازل الخاصة بالمواطنين للعدد الأكبر من الأضرار -بحسب التقرير- حيث بلغ عدد المنازل المتضرر 7ألاف، و529 منزلا بنسبة 77% من أجمالي المنشأة المتضررة( عامة- خاصة) ونسبة 81% من أجمالي عدد المنشآت الخاصة المتضررة ، بما يشير ذلك إلى أن مدبري أعمال الإرهاب والتخريب قد استهدفوا أحداث رد فعل معادية للدولة والثورة والجمهورية بين أوساط المواطنين .
وبعد تدمير منازل وممتلكات السكان الابرياء وتحطيم البنى التحتية للمحافظة ومديرياتها المترامية الاطراف اضطر السكان الى النزوح عن ساحة الاشتباكات، ولكن هذا النزوح لم يسلم من ابتزاز وتقطيع الطرق امام الناس العزل حيث اقتحم اتباع الحوثي تلك المخيمات الخاصة بالنازحين ونهبوا المواد الاغاثية.
حيث كشف مدير مكتب الهلال الأحمر اليمني عبد القادر شويط النقاب عن اقتحام المتمردين الشيعة من اتباع حركة الحوثي لمخيم يؤي مئات من عوائل النازحين بسبب الصدامات بين المتمردين والجيش اليمني.
وقال شويط: (أن المتمردين الشيعة الذين يشتبكون منذ أسبوع مع قوات الحكومة اقتحموا مخيما للنازحين في شمال اليمن يأوي مئات النازحين، وان المتمردين الحوثيين اقتحموا مخيم العند للنازحين الواقع في الضاحية الشمالية لمدينة صعدة، ونهبوا مواد الإغاثة التي كانت في المخيم).
اما في الحديث عن الدعم المادي لاتباع الحوثي في الحرب الاخيرة التي اطلق عليها الحرب السادسة فيتكلم وزير الاعلام اليمني حسن أحمد اللوزي عن اتهامه لطهران بدعم المتمردين الشيعة من انصار عبد الملك الحوثي، الذين شنّ الجيش اليمني هجوماً عليهم للدفاع عن المواطنين العزل والوحدة الوطنية في شمال وجنوب اليمن السعيد.
وقال الوزير اليمني: (إن ما تتناوله وسائل الاعلام والمتمثلة في قناة العالم وقناة الكوثر وإذاعة طهران تكشف الجهة التي تدعم وتمول الحوثيين، وان لها حسابات خاصة بها وهي حسابات الدولة المسؤولة عنها).
وبحسب المراقبين فان حكومة طهران تدعم حركة الحوثي بما تستطيعه من تقديم المال وتغذية الأفكار الشعوبية الصفوية و الخطط العسكرية والمواجهة مع الأجهزة الأمنية اليمنية للبت في تصدير الثورة الخمينية إلى ارض بلاد اليمن حتى وصل الدعم الإيراني بطرق شرعية ولا تشوبها شبه من خلال السفارة الإيرانية في العاصمة صنعاء لدعم حركة الحوثي وتنظيم (الشباب المؤمن) حتى وصل 42 مليون ريال يمني كما نشر في احد التقارير السرية، موزعة بين التمويل مباشر لحركة الحوثي، والدعم الغير مباشر للمراكز التابعة للحوثي في صعدة.
وهذا التمويل يختلف عن الدعم الذي يحصل عليه الحوثي عن طريق المؤسّسات الشيعية، مثل مؤسسة أنصارين في مدينة قم الإيرانية، ومؤسسة الخوئي في لندن، ومؤسسة الثقلين في الكويت، ومؤسسات تابعة لحزب الله في لبنان، وغيرها من المؤسسات والجمعيات الشيعية وقد سبق أن قام الحوثي بالذهاب إلى لبنان لزيارة حزب الله، كما ذهب إلى إيران في التسعينات وأقام فيها حتى عاد إلى اليمن عقب وساطات عام 1997.
اما الدعم العربي فيتمثل بدعم الاحزاب الشيعية العراقية لحركة الحوثي ويجسد هذا الدعم ما تقدم به النائب عن المجلس الاعلى همام حمودي ونائب رئيس المجلس الاعلى عبد العزيز الحكيم من طلب رسمي للحكومة العراقية التي يتراسها رئيس حزب الدعوة " شيعي" نوري المالكي بفتح مكتب رسمي للحركة الحوثية في بغداد.
وكان الصحفي الكاتب العراقي صلاح المختار المقيم في دولة اليمن و الذي كان يشغل منصب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الرسمية في زمن النظام السابق كشف عن وجود حقيقي للحوثيين في محافظة النجف جنوب العاصمة العراقية بغداد.
و قال صلاح المختار: (أن هناك مكتبا للحوثيين أصلا في محافظة النجف وسط العراق وجنوب العاصمة العراقية بغداد)، حسب قول المختار.