الازياء المستعملة في القرية قديما نوعان للرجال وللنساء والرجال لهم قماش ابيض سميك يسمى المراكني يشبه في قوته الجنز (مع الفارق) وقد يكون أبو تفاحة وهو قماش اكثر بياضا واكثر نعومة من المراكني ويشتريه في الغالب المزارعون الملاك لأنه اكثر غلاء من (المراكني) وهناك خياطون في القرية يقومون بخياطة هذه الأقمشة بأيديهم على هيئة (مدرعة) وهى قميص بكم وياقة مفتوح في أعلى الصدر أما اسفل الجسم فلا يحتاج إلى خياطة لأنه عبارة عن (مئزر) يتم لفه على اسفل الجسم ويثبت في الوسط بحزام من الجلد أو من القماش العادي ولا يوجد سروال لدى الرجل .
وقد يشتري الأغنياء من سكان القرية قماش مخطط يسمونه قلمي فيصنعون منه زنه (وهي الثوب الطويل الذي يغطي الجسم كله) وهم اقلية يعدون بالأصابع أما تكملة الملابس للرجال ففي الغالب تجد انهم يلبسون في وسطهم سكين كبيرة داخل حزام يسمى (الخوص) ويكون حادا وقويا ويستخدم للحماية وللانتفاع به من خلال قطع أي شي يحتاج إلى قطع أما ملاك الأراضي من المزارعين وعاقل القرية وشيخها فلديهم جنابي مع أحزمتها وهم بذلك يتميزون عن غيرهم من المزارعين .. الملابس كان يتم شراءها في موسم سنوي هو عيد الفطر المبارك ونفس الملابس تستخدم في عيد الأضحى ثم تستخدم بقية العام حتى يأتي العيد الثاني وقد لا يتمكن القروي من شراء ملابس لعدة سنوات فإذا تقطعت الملابس يتم ترقيعها(ولبدها) بقطعة قماش أخرى حتى تستمر في الصمود.
قد يقوم بعض الناس بغسل هذه الملابس مرة في الشهر وقد يكون يوم جمعة حتى يذهب للصلاة وهي نظيفة وهي نظافة نسبية.
ليس هناك ملابس خاصة بالعمل وملابس أخرى خاصة بالراحة والنوم فالقطعة من الملابس تلازم لابسها حتى تتقطع تماماً بفعل عوامل الزمن .. طبعا المزارع تمتلئ ملابسه بالأتربة يومياً وكذلك تمتلئ بالروث (مخلفات الحيوانات) عندما يأخذ هذه المخلفات بين (الحزبه) و هي وعاء من الخوص لها(مسادل) علائق تثبت خلف الظهر وذلك لتسميد الزرع بهذا السماد الحيواني وقد يحمل فوق ظهره الرماد ويذهب به إلى المزرعة كسماد عضوي جيد وكل ذلك فوق نفس الملابس التي تصبح سمة مميزه له وغالبا هي تفقد لونها الأصلي بفعل تقادم الزمن عليها أحيانا تصبح الملابس صلبه تشبه الجلد الناشف وكأنها مصنوعة من خشب وليست قماش.
أما النساء فإن لهن ملابس ملونه ومزركشة وتاجر القماش يخترع أسماء محليه للقماش فهذا القماش اسمه (سامر نصف الليل) والثاني (دغنني إلى الصبح) بمعنى (دغدغني) والثالث (ضوء القمر) وهكذا واكثر الأقمشة رواجا هي ما كان اللون الغالب فيها هو اللون الأصفر … وكان هناك خياطون يدويون يقومون بتخييط هذه الملابس على هيئة (جلايه) وهي قميص واسع فضفاض والكم فيه واسع وتقوم المرأة بتجميع مقدمة الجلاية وربطها على جانبيها بحزام السروال المربوط بإحكام في وسطها ويبقى خلفها على هيئة مثلث رأسه لأسفل وقاعدته في وسطها أما السروال ويسمى(الرقعة) فهو من القماش المتين وفي الغالب قماش يكون مخطط ابيض واسود بخطوط متوازية ويتم تفصيله واسعا من أعلاه ويربط وسط المرأة بواسطة قطعه قماش يتم إدخالها في أعلى السروال ويتم لفه عدة لفات في وسطها ويصعب فكه لأنه يكون معقود بإحكام والمرأة مثلها مثل الرجل تحصل على الملابس في العيد أو عند زواجها تحصل على قطعتين من الملابس وهناك بعض النساء يكون لديها (زنة) وهي الثوب الضيق الذي يكون على مقاس المرأة وهو غير عملي لزوجة المزارع لأنه لا يمكن رفعه من الأمام ويعيق حركتها في العمل ويحمل كمية كبيرة من الأشواك التي تعلق به في الحقول ولذلك لا تحبذه كثير من النسوة.
هناك قماش أخر يسمى القميص وهو قماش اسود بالكامل يتم تطريزه حول الرقبة والظهر و الصدر وهو خاص بالنساء الكبيرات في السن واللائى مات أزواجهن ويلبسنه بقية حياتهن حداد على الزوج ونجد انه تحول من اللون الأسود إلى اللون البني من كثرة الاستعمال والفتيات الشابات يقمن بلبس ملابسهن في الصباح بشكل مقلوب أي الداخل للخارج ثم في العصر وقت الراحة واجتماع النسوة تعيد وجه الملابس للخارج بعد أن تكون قد ملأتها بالهرد الأصفر والطيب وأما الرأس فهناك غطاء للرأس يسمى (المصر) وهو منديل مربع يتم طيه على هيئة مثلث يلف به الرأس كاملاً ويتم إظهار أطراف الشعر المضفور من تحت هذا الغطاء في منطقة الصدغين زيادة في التجميل لن أستمر في وصف الملابس ولكن سوف أعود إلى ذلك عند الحديث عن الأعراس في القرية.