أكدت مصادر مطلعة لنا أن عدداً من مشائخ ووجهاء ردفان بمحافظة لحج أبلغوا في ساعة متأخرة من مساء أمس اللواء الركن محمد ناصر أحمد- وزير الدفاع- الذي أوكلت إليه قيادة حملة تطهير الحبيلين من خلايا الإرهاب، عن تدفق عناصر من تنظيم القاعدة إلى المنطقة لمناصرة خلايا تتخذ من منطقة "أملح" منطلقاً لأنشطتها الإرهابية، وبما يؤكد بيانات سابقة لوزارة الداخلية اليمنية أشارت فيها إلى رصد عدد من عناصر القاعدة في هجمات تعرضت لها مواقع عسكرية مجاورة.
وأفادت المصادر: أن الاجتماعات التي عقدها وزير الدفاع أمس السبت مع القيادات العسكرية والمحلية للمحافظة أعقبها لقاء مع عدد من مشائخ ووجهاء ردفان الذين طالبوا وقف زحف القوات الحكومية باتجاه "الحبيلين"، غير أن قيادة الحملة أمهلتهم (48) ساعة فقط لتسليم عناصر مجموعة إرهابية نفذت في الآونة الأخيرة سلسلة هجمات على مواقع أمنية وعسكرية ودوريات راجلة ومدنيين، وأودت خلال شهر واحد فقط بأرواح نحو (11) شخصاً- عسكريين ومدنيين- وعدد كبير من المصابين، كان آخرها الأربعاء الماضي بقتل ضابط وخمسة جنود.
وبحسب المصادر: فإن الحملة العسكرية التي بدأت أمس زحفها من قاعدة "العند"- التي بناها السوفيت- تقدمتها لأول مرة كتيبة نزع ألغام من اللواء (119) التي باشرت بإزالة مئات الألغام التي زرعتها المجاميع الإرهابية، تمهيداً لعمليات تطهير واسعة مماثلة لتلك التي شهدتها أبين من قبل.
وقد شوهدت مجاميعاً من العناصر المسلحة وهي تتقهقر من مواقعها في سطوح منازل القرى الواقعة على الطريق وتلوذ بالفرار باتجاه المناطق الجبلية، في نفس الوقت الذي تقوم القوات الحكومية بتنظيف المناطق التي تمر بها في طريقها إلى "الملاح" من جميع المظاهر الانفصالية موقامت بحرق الأعلام التشطيرية والصور المختلفة، وإزالة الملصقات من الجدران..
وكان الحراك الانفصالي أعلن في وقت سابق عن تشكيل تنظيم مسلح باسم (كتائب سرو حمير)، وآخر باسم (كتائب الأحرار)، غير أن تقاريراً استخبارية وإفادات "موثقة"- طبقاً لوصف مصدر أمني لـنا لعدد من وجهاء ردفان كشفت للسلطات مؤخراً عن لقاءات عقدها قيادي في تنظيم القاعدة يدعى (علي عبد الرحمن) مع قائد كتائب "سرو حمير" المدعو "طاهر طماح" وعناصر أخرى من الفريقين، وكشفت أيضاً عن موقع تدريبي للقاعدة في المنطقة، موضحة: أن "علي عبد الرحمن" يعد أحد القيادات الإرهابية المطلوبة للسلطات اليمنية والسعودية على حد سواء، وأنه المسئول الأول في القاعدة عن تدريب الملتحقين الجدد.
وكشفت: أن المجموعة التي هاجمت دورية أمنية الأربعاء الماضي في سوق الحبيلين وقتلت خمسة من أفرادها تعد إحدى المجاميع التي تلقت التدريب على يد "علي عبد الرحمن"، وقد تم قتل قائدها "عباس محمد صالح طنباح"، الذي يعتبر من أخطر العناصر الارهابية ومطلوباً في عدة جرائم قتل لضباط وجنود ومواطنين تم تصفيتهم على الهوية.
وعزا المصدر إلى تلك المعلومات الهدف الرئيسي للحملة، مؤكداً أن وزير الدفاع طلب من القيادة إطلاق يده وتسليمه ملف الأوضاع الأمنية في ردفان، متعهداً باجتثاث الإرهاب منها قبل دخول العام الجديد.
كما تفيد المعلومات الميدانية أن السلطات أوكلت صباح اليوم الأحد لأجهزة وزارة الداخلية مهمة إغلاق جميع المفارق والطرق المؤدية إلى لحج لمنع تدفق عناصر إرهابية إلى المنطقة، وللحيلولة دون هروب عناصر مطلوبة على ذمة جرائم الإرهاب، يعتقد تواجدها في الحبيلين ومناطق أخرى من ردفان.
هذا وسيقوم مصدرنا المتواجد هناك في لحج حالياً بموافاتكم بالتطورات أولاً بأول.