رجلنا في اليمن
أعد كيفين بيراينو ومايكل هرش تقريراً نشرته صحيفة نيوزويك تحت عنوان «رجلنا في اليمن»، استهلاه بقولهما إن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ليس حليفاً محبوباً، ربما لأنه كان معروفاً باسم «صدام الصغير» الذي كان يعتبره مثلاً أعلى، وربما لأنه صاحب أطول مدة حكم في الشرق الأوسط بعد الرئيس الليبي معمر القذافي. في الوقت نفسه، لا يبدو أن الرئيس صالح يحاول جدياً إرضاء أي أحد، حتى المسؤولين الأميركيين الزائرين الذين يقدمون نحو 70 مليون دولار من المساعدات للجيش اليمني، وهي الميزانية التي من المتوقع مضاعفتها قريباً. ورغم ذلك سيستمر الرئيس صالح في فعل ما يحلو له، أياً كانت نصائح الإدارة الأميركية، ليؤكد بذلك أنه لا يعمل لديها.
ويشير التقرير إلى أنه لا يوجد قائد بالعالم العربي يتحمل أن يبدو عميلاً أميركياً، وأن قليلاً من الغطرسة المسرحية تبدو كافية في هذه المنطقة من العالم. في الوقت نفسه، فإن آخر ما تريده إدارة أوباما الآن هو باكستان أو أفغانستان أخرى واللتان أدى الاستياء من السياسات الأميركية لمحاربة الإرهاب فيهما إلى زيادة أعداد الجهاديين. لكن الإدارة الأميركية تخطط لزيادة الأضواء المسلطة على الرئيس صالح، علىالرغم من المخاطرة بفقدانه مصداقيته أمام شعبه. حيث اكتشف المسؤولون الأميركيون وجود صلة وثيقة بين تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتنظيم القاعدة الرئيسي في باكستان، ولهذا أصبحت أساليب الرئيس صالح تثير غضب الإدارة الأميركية.
وفي الوقت الذي يتزايد فيه الموقف الاقتصادي اليمني سوءاً_بسبب فساد الحكومة في المقام الأول_ يتزايد فيه نفوذ ووجود القاعدة. والأسوأ أن بعض العاملين المقربين من الرئيس صالح يشجعون المسلحين، وهو ما اتضح في اختراق السجن عام 2006، الذي أحيا عمليات القاعدة الإقليمية، ويُعتقد أن يداً داخلية سهلت هذا الهروب رغم عدم وجود أدلة مباشرة على تورط الرئيس صالح.
ويشير التقرير إلى أن السيناتور المستقل جو ليبرمان لا يزال يحذر من أن يصبح اليمن مثل العراق أو أفغانستان، أو أن يصبح مسرح الحرب القادمة. في الوقت نفسه، يلفت التقرير إلى أن الإدارة الأميركية لا تستطيع أن تعتمد على شخص آخر في اليمن سوى الرئيس صالح، ولهذا أرسل إليه الرئيس أوباما خطاباً في سبتمبر الماضي تعهد فيه بالدعم الأميركي التام.
ويقول الخبراء إن مشكلة اليمن هي حاجته إلى إعادة بناء سريعة، أكثر من كونه معقلاً للإرهابيين. إذ يعاني اليمن ورئيسه من الانفجار السكاني وتفشي البطالة والفقر.
وقد لا يكون لدى واشنطن ما يكفي من الصبر أو الموارد التي تمكنها من وقف انهيار اليمن، والذي قد يحوله إلى صومال آخر في شبه الجزيرة العربية. ومن ثم، فالحل هو زيادة المساعدات الموجهة إلى الرئيس صالح والأمل في أن يستطيع استعادة السيطرة بالتدريج على شتى أنحاء البلاد.
منقول من جريده القبس الكويتيه