في اليمن هناك أسماء عجيبة تم اختراعها من الواقع المعاش ومن هذه الأسماء اسم (عزلة) فقد أطلق هذا الاسم على أصغر وحدة إدارية(حيث تتكون من مجموعة قرى ومحلات) منعزلة عن بقية الوحدات القريبة منها فكانت اسم على مسمى وفي الغالب هناك محلة كبيرة (قرية) تكون عاصمة لهذه العزلة.
ولو أن المحلات (جمع محل)في واقع الحال مستقلة ومنعزلة عن ما يجاورها من المحلات… (وهي القرى الصغيرة التي لا تتعدى عدة منازل متجاورة ويسكنها أفراد من أسرة واحدة و أبناء عمومة في الغالب) .
يرتبط المحل مع القرية الكبيرة من خلال وجود الشيخ في القرية التي تمتاز في الغالب بوجود عدة بطون فيها أي أنها تمتاز عن المحلات بتعدد الأصول فالقرية الكبيرة تتكون من عدد كبير من الأسر غير المتقاربة في النسب ولو أنها مختلطة بالتزاوج فيما بينها لكن كل أسرة تحاول أن تحافظ على نفسها من الذوبان في الأسر الأخرى .
وفي الغالب هناك أسرة كبيرة مهيمنة على القرية وبالتالي على العزلة ككل وقد توجد اكثر من أسرة منافسة للأسرة الكبيرة تحاول السيطرة أو على الأقل أخذ قسط أكبر من النفوذ ... بل قد تتفرع الأسرة الكبيرة فيحدث انقسام فيما بين أجنحتها المختلفة داخل الأسر نفسها وغالباً ما يحصل التوحد بين هذه الأسر بعضها ببعض عند ظهور أي عدو خارجي من المحلات أو القرى أو العزل المجاورة فينسى أبناء القرى خلافاتهم ولو إلى حين ليتفرغوا للخطر الخارجي الذي يهدد مزارعهم أو مراعيهم أو يحاول السيطرة على مورد مائهم فإذا انتهى الخطر الخارجي عادت الخلافات الداخلية للظهور من جديد وكأنها كانت في حالة كمون أو بيات شتوي.
العزلة وحدة واحدة أمام الخطر الخارجي وكذلك القرى والمحلات وكانت العزلة في فترة ما قبل ستينات القرن العشرين وهي الفترة التي أتحدث عنها تعيش في رتابة تصل إلى درجة الملل لا جديد ولا تجديد الاكتفاء شبه ذاتي وطلبات المعيشة قليلة لا يوجد كماليات00 والعزلة وحدة واحدة في عمل سكانها وكيفية حياتهم ومعيشتهم… تتشابه … الأفراح وكذلك الأحزان