تطالعنا الكثير من المواقع الاخبارية والالكترونية سواء المعارضة المتمثلة باللقاء المشترك ، أم دعاة الانفصال والمناطقية والعصبية والمذهبية في الداخل والخارج من نراهم دائماً يتحدثون عن الثروة والسلطة وتقاسمها ، ويزعمون أن الجنوب وأبناء الجنوب مقصيون وأنهم أحق بالثروة والسلطة ، وإن كان ولابد فلا بد أن يكون لهم نصيب الأسد من تلك الثروة.
أفلا يعلمون بأن الثروة هي ملك شعب ووطن من أقصاه إلى أقصاه ، ولابد أن يكون للجميع نصيب منها بحسب الاحتياج ، وأن تنال جميع المحافظات من تلك الثروة ، فمع أن المحافظات الجنوبية والشرقية والتي تستخرج الثروات منها ، نالت كثيرا ولا زالت تنال من تلك الثروة أكثر من غيرها من المحافظات ، كون المحافظات الجنوبية والشرقية حرمت من الكثير من المشاريع والبنى التحتية أبان الحقبة الشمولية.
ومن زار المحافظات الجنوبية والشرقية قبل الوحدة وزارها بعد الوحدة سيلاحظ الفرق الشاسع بين حالها قبل الوحدة وحالها بعد الوحدة ، وسيشاهد المشاريع والبنى التحتية من طرق وشوارع ومستشفيات ومدارس ومعاهد وجامعات وكليات ومطارات حتى الجوامع ودور العبادة ومدارس تحفيظ القرآن و آبار مياه الشرب ومشاريع المياه ، بالإضافة إلى الآبار النفطية في العديد من المحافظات التي لم يكن لها وجود في ظل حكم الحقبة الشمولية التي لم تقدم للجنوب سوى القتل والتصفيات بالبطاقة والهوية .
وها هو الباحث والخبير الاستراتيجي العربي الدكتور/ محمد مجاهد الزيات - أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية- في محاضرته التي ألقاها يوم أمس بجامعة صنعاء بعنوان"تحديات النظام الإقليمي العربي" يحذر من خطورة الدعوات التي تطلقها بعض القوى السياسية في عدد من الأقطار العربية والداعية إلى تقاسم الثروة والسلطة، مبيناً أن هذه الدعوة تعني الاعتراف بموت الدولة المركزية
وقال الزيات في محاضرة له بعنوان"تحديات النظام الإقليمي العربي" بجامعة صنعاء أمس إن الدور الآن قد أصبح على اليمن بعد العراق ولبنان والسودان، موضحا إننا الآن أمام تصرف في منتهى الغرابة فالحراك الجنوبي وبعض القوى السياسية التي كانت تنادي إلى العدل الاجتماعي ورفع الظلم وتحقيق العدل باتت تدعوا إلى "تقاسم السلطة والثروة، "مشيراً إلى أن هذا الكلام يقال في حالة وفاة المالك وقال إنهم يدعون إلى وفاة الوطن.
وأكد الزيات خطورة هذه الدعوات وقال: أنا كمراقب من الخارج أجد أن هذه الدعوات لاتهدد الأمن الوطني لليمن فقط ولكنها تهدد الأمن القومي العربي مكرراً بأن ما يجري في اليمن شأن قومي عربي وليس شأناً وطنياً يمنياً وبالتالي فإنه من حقي أن أنبه إلى أن هذا الخطر أتاح انتعاش تنظيمات العنف المسلح التي لا تنشط إلا في الدول التي تعيش أزمات .
وأكد أنه إذا لم ينتبه الجميع في الوطن العربي والخليج العربي إلى أن هذه التحركات تهدد الدول وتهدد الأمن القومي العربي فسوف نعاني منها لفترات طويلة .
فألم يأن الأوان للداعين بتلك الدعوات إلى العودة إلى رشدهم ورشادهم بالتخلي عن تلك الدعوات التي ليس من ورائها سوى الأزمات والأخطار التي تتيح الانتعاش تنظيمات العنف المسلح لما فيه مصلحة وطننا وشعبنا اليمني ؟
وهذه دعوة صادقة أوجهها لكل أبناء الوطن في الداخل والخارج ، للانتباه لذلك وعدم الالتفات والانجرار وراء من ينادوا ويدعوا بتلك الدعوات الانفصالية والمناطقية من قبل من فقدوا مصالحهم وزعاماتهم بعد تحقيق وحدة الوطن ... ولعابهم تسيل على الثروة والسلطة .... وبأن هؤلاء ما هم إلا عملاء وخونة ومرتزقة لا يريدون للوطن إلا الخراب والدمار والانهيار.