الشاعر عباس الجنابي
قلبي على اليمن السعيد ممزق
ارنوا اليه ومهجتي تتحرق
هذا الذي عبق شذى جناته
ان فاح ورد او تفتح زنبق
او نام مابين الصخور بنفسج
والماء تحت عروقه يتدفق
أو غازل اللبلاب فرع شجيرة
وانسل فوق غصونها يتسلق
حسن يفيض جماله وبهاؤه
ويكاد من فرط انتشاء ينطق
هذا الجمال ومن يشأ انصافه
من غير ما تعب جمال مطلق
ماذا دها شعب تعملق وحده
هل يستطيع مشتتا يتعملق
هل يستطيع بغيرها ان يعتلي
قمم الذرى ومراده يتحقق
من أجج الاحقاد بين صفوفه
من اجج الاحقاد بين رجاله
فغدت به عين الخراب تحدق
من غال شمس الحب تحت سمائه
وهي التي كانت صفاء تشرق
من اشعل النيران اوقد جمرها
من زادها حطبا فباتت تحرق
ما باله امسى فتات قبائل
من بعد وحدته فأين المنطق
اعداؤه يتربصون بأمنه
ويد تكيد به ونحن نصفق
فكر لئيم رام وأد نسيجه
وقوى من الشر القديم تخندق
وعواصف صفراء من خلف الحدود
اتت تزمجر والردى يتحلق
يتسابقون الى الشعارات التي
يخفى بمعناها زعاف ازرق
ويتاجرون به ابتغاء مثوبة
عند الغريب فماله يتدفق
ونسوا وقد نضبت سماء عطائهم
ان الغريب غيومه لا تبرق
ويهرولون الى البلاء رهانهم
ان الذي يطأ الرذيلة يسبق
يتعرضون لأمنه في عالم
دامي الصراع وشعبه يتمزق
غاصوا باعماق التمذهب فرية
وشعوبهم في كوب ماء تغرق
يا فتية اليمن السعيد تيقضوا
فالموت في جسم الضغائن يورق
عودوا إلى عهد النبي محمد
وتمسكوا بالحبل.. لا تتفرقوا
يا أهل صعدة حكموا أصلابكم
وتوثقوا فالعدل أن تتوثقوا