لو كان بيننا الحبيب صلى الله عليه وسلم
استطلاع أحلام المقالح
هلت علينا ذكرى المولد النبوي الشريف ويحز في النفس أن تمر هذه المناسبة الدينية الشريفة دون وقفة تأمل وحساب النفس لمحطات الحياة المختلفة ومع وجود بعض المراسيم الخاطئة لإحياء هذه المناسبة إلا أن أكثر العلماء يميلون إلى شرعية الاحتفال بالمولد النبوي، ووجوب إحياء هذه الذكرى بالذكر والعبادة، والتماس مواطن القدوة في حياة صاحب الذكرى صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به وإحياء سننه، والسير على نهجه وشرعته وجعلها محطة للتفكر والتغيير .
... لذا كان لا بد من سؤال الناس عن الجوانب المُشرقة لهذه الذكرى متمثلة بعدة أسئلة ستنجلي خلال الاستطلاع ....
سيبكي إمام المساجد:
المحطة الأولى
كانت عند (انتصار العريفي – موظفة ) حيث تحدثت قائلة :
أحاول على قدر الاستطاعة أن أعيش على سنة الرسول عليه الصلاة والسلام بزمن مليء بمغريات الحياة العصرية ..
ولكن أن شاء الله ربي يكتبني ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وممن يعملون بما جاء في كتابه الكريم ويتبعون سنة رسوله..
وبإعتقادي لو كان الرسول موجوداً بعصرنا هذا، فالذي سيسعده أن أغلبية النسوة لازلن على حشمة وأن الأذان لازال يرفع عند موعد كل صلاة,,أما ما سيحزنه فهناك الكثير للأسف ، فلو زار مساجدنا عند كل صلاة سيحزن عندما يراها تفتقد الكثير من المصلين ..
سيحزن لو مر عند كل صلاة من أمام المسجد وينظر للناس جالسة جنب المسجد في وقت الصلاة ولا كأنهم معنيين بالأذان في حين أن الإمام يؤم ببعض المصلين في الداخل..!!
و سيحزن عندما يرى الشباب وتقليدهم الأعمى للغرب في كل شيء (لباسهم – قصات شعرهم ،حتى طريقة كلامهم ، وللحجاب الجديد الذي صار يتغير من وقت لأخر)، سيحزن لان الفتنة صارت منتشرة بدعوة الحرية وحرية الرأي والرأي الآخر ، سيحزن لان الغش صار تحت مسمى شطارة .. سيحزن لكل أحوال البلاد .. وسيقول بلدة طيبة وشعب صبور. ...
وتمر عدة مواقف فأتمنى وجود الرسول بيننا كل ما أشوف أخ يقتل أخوه أتمنى لو أن الرسول موجود كلما أشوف امرأة تهضم حقوقها، أتمنى وجوده ، كلما أشوف الناس لا تؤتي الطريق حقها ، وتكثر فيها مضايقات الشباب، أتمنى أن يكون الرسول بيننا، كلما أشوف أبناً يمد يده على والديه أتمنى أن يرجع الرسول بيننا....
أتمنى أن أقدم حياتي كلها فداء لرسول الله ولإعلاء كلمة هذا الدين ونكون خير أمة أخرجت للناس وبما أني اطمع في شفاعة الرسول يوم الدين أسعى للعمل بما يسعده إن شاء الله.
المحطة الثانية
كانت مع (هشام المعلم – طبيب وشاعر) حيث قال :
قدر استطاعتي أحاول العيش على سنة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم و مقصر حد الخجل وإذا كان حاضراً بزمننا فسيسعده تقريبا أن كل الشعب مسلم و سيحزنه كثرة الإختلافات بعد التوافق فيما مضى..
تأثرت جدا بما فعله الدينماركيون و كان لي رأياً مخالفاً في كل ما جرى رغم أني عذرت كل من قام بأي شيء ناتج عن حب للمصطفى صلى الله عليه و أله و صحبه و سلم ، فانا أرى أننا نعطيهم اكبر من حجمهم و نخلق منهم أبطال في نظر العالم و نحن متوحشين و نصنع لأي حقير منهم دعاية إعلامية عالمية مجانية و ربما لو تجاهلناه قتلناه..
و لكني قاطعت بضائعهم و لازلت أقاطع حتى الأدوية و كل من ساندهم..أتمناه دائماً أن يكون حاضراً بيننا و لو غاب عني لا أظنني استطيع أن أعيش...
المحطة الثالثة:
كانت مع (ياسين النهاري ) وبدأ حديثه معنا قائلاً :
أحاول جاهداً أن أعيش فعلاً على سنة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم، فالحب يقتضى العيش على هدى المحبوب والسير على خطاه والتأسي بسنته ؛ وذلك يشمل معنى أعمق بكثير من الالتزام ببعض السنن الشكلية .. فقد كان صلى الله عليه وسلم قرآناً يمشي على الأرض!!
فلو زارنا الرسول في اليمن سيسعده أن يرى أحفاد أبي موسى الأشعري وحذيفة بن اليمان لا يزالون كما عهدهم في صدر الإسلام أهلاً للإيمان والحكمة - إلا ما ندر.
وأول ما سيحزنه هو إدمان أهل اليمن لهذه الشجرة الخبيثة : القات .. التي أهلكت الحرث والنسل ودمرت الأوقات وحرقت ربيع العمر لأبنائه .. وسيحزنه كذلك تضييع الأمانة بين الناس وأكل أموال الناس بالباطل والتفريط بالحقوق والفساد المتمثل في الرشوة وإهدار المال العام .. وسيحزنه أيضاً الظلم المنتشر بين أفراد المجتمع بعضهم لبعض.
في الفترة التي قضيتها معلماً حاولت أن أغرس في قلوب طلابي حب النبي صلى الله عليه وسلم من خلال قصص السيرة النبوية الشريفة.
تأثرت بما بفعله الدنماركيون كما تأثر كل مسلم صادق محب لسيد الخلق وأشرف الخلق وأطهر الخلق صلوات ربي وسلامه عليه وشاركت كما شارك معظم أبناء المجتمعات الإسلامية في مقاطعة البضائع الدنماركية.
لكن الخطوة الأهم في نظري والتي تنتظر من يتبناها هي أن يتم التعريف بالإسلام ونبي الإسلام تعريفاً صحيحاً وأن تُزال الأفكار المغلوطة التي يحاول بعض أعداء الإسلام إلصاقها به، مستغلين أفعال طائفة ضالة وشاذة من أبناء المسلمين.
قليلةُ جداً هي المواقف التي تمنيت فيها أن يكون الرسول حاضراً بيننا ؛ كأيام النصر والعزة التي شهدتها أمتنا .. وكثيرة هي المواقف التي تمنيت فيها ألا يكون حاضراً بيننا حتى لا يرى ما آلت إليه الأمة من ضعف ومهانة.
لن يجد شيئاً يسعده:
ليلى محمد (صحفية)
هي بدورها علقت على الموضوع بهذه الكلمات :
أحاول قد الإمكان تطبيق سنة الرسول عليه الصلاة والسلام في حياتي و أظن حالنا سيحزنه إذا كان موجوداً بزماننا,,أيضاً ضعف تمسكنا بكتاب الله وسنته ستحزنه، أما ما يسعده فلا أظن انه سيجد..
أنا إلى الآن مقاطعة للدنمارك ولا أرضي اشتري لهم شيء وكثير ما اكلم نفسي لو كان رسول الله عندنا كيف سوينا كذا وكذا,, لو رسول الله موجود لكنت سألته على كذا وكذا رسول الله رحمة للعالمين ,,,عليك الصلاة والسلام يا حبيبي يا محمد.
سيحزنه إدماننا للقات: عائشة الفقيه (جامعية) بدورها تحدثت مجملاً عن الموضوع بهذه الجُمل :
كلاً منا لا بد أن يعيش على سنة الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه هادي الأمة وخير من نقتدي به في هذه الحياة وذلك فقد سمي الصادق الأمين ,, وربما لو كان موجوداً بيننا فيسعده (ربما) تآخينا فكلنا أخوة مترابطين في جميع الأمور
فإذا أشتكى أحد منا كل منا يساعد الآخر والذي سيحزنه هو ما وصل إليه الشعب اليمني من تعاطي للقات وإسرافهم فيه، كما أن الكثير أصبح مقصراً في العبادات من صلاة وغيرها ...
أستطيع القول بأني حينما قدمت معظم حياتي في العلم فذلك يعتبر جهاد في سبيل الله وربما هذا سيسعد النبي عليه الصلاة والسلام ..
وهناك موقف يمر عليا وأتمنى وجود الرسول بيننا متمثلاً بحال المسلمين من تظاهرات وحرب وخراب وعدم تفاهم لاختلاف الآراء، فلو وجد الرسول فسيمكن حل كل هذه المشاكل في أسرع وقت ...
سيحزن للتفرق والشتات:
وليد صالح (طالب)
كان له الدور في الحديث عن الموضوع فقال :
الظاهر أن الجميع سيقولون أنهم يعيشون على سنة الرسول وبصراحة كلامهم هذا شكلاً لا مضموناً، فالغالب أننا نتمثل لأوامر الرسول ولكن دون إدراك أن هذه الأوامر بالضرورة أن تُطبق فعلاً لا قولاً ...
ومع الوضع الراهن للأمة العربية والإسلامية، فبالتأكيد سيحزن الرسول على تفرقهم وتشتتهم فهو أوصى بإتباع منهجه فقال (قد تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليهما بالنواجذ) صدق رسول الله ...
ولا موقف يتمنى فيه المؤمن وجود الرسول بيننا أعظم من الموقف الحاصل بزمننا الحالي، فنحن بحاجة شديدة إليه كي تعود الأمة إلى رشدها...
(إعتذااار..بقلم الكاتبة)
في نهاية هذا الاستطلاع والذي بدأ بكلام وانتهى بكلام أيضاً، دعوني أقدم اعتذاري لسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فنحن مهما تحدثنا عنه سنظل مقصرين بحقه جداً وسنظل فقراء حتى نصل إلى المعنى الأوفى لطاعته فعلياً، لذا وجب علينا الخروج من دائرة القول إلى دائرة الفعل حتى نستحق أن نكون كما وصفنا القرآن (خير أمة أخرجت للناس )
ولن يتحقق هذا إلا بإشاعة أوامره على أرض الواقع وتمثيلها أكبر تمثيل، بعيداً عن اختلاف المذاهب ...كما ينبغي علينا التمسك بإحياء هذه الذكرى الدينية بالتفكير والمحاسبة والتغيير، فنحن بحاجة لأن نكون على أفضل حال...