مـأرب
حاضرة مملكة سبأ.. محطة للذي يسافر بعين عاشق أو جناح طائر ، هي كنز الكنوز للثروة الأثرية، وفيها توجد رموز الحضارة السبئية.
بقايا معبد الشمس
يقال أن اول من شيد مدينة 'مأرب' هو سبأ بن يشجب من يعرب بن قحطان واقام ثلاثة قصور اشهرها قصر سلحين الذي كان مقر اقامة الملك .
تمثال من المرمر يمثل الملك سبأ
تقع مأرب إلى الشرق من العاصمة صنعاء في سهل دلتا وادي ذنة، ميزاب اليمن الشرقي، أشهر عاصمة لدولة سبأ ورد ذكرها في الكتب السماوية كأقدم المدن التاريخية في جنوب الجزيرة العربية، تتنوع تضاريسها بين جبلية ووديان وسهول وصحاري تمتد شمالا حتى الربع الخالي، والمناخ في المحافظة بشكل عام حار صيفا وبارد شتاء أثناء الليل والصباح الباكر في المناطق الداخلية والأطراف الصحراوية.
خواتم لملوك سبأ
من مملكة سبأ يحكي القرآن الكريم قصة نبي الله سليمان مع ملكة سبأ بلقيس عندما أرسل لها رسولاً يدعوها وقومها إلى ترك عبادة الشمس و عبادة الله , فإستشارت مجلسها فأشاروا عليها أن ترفض الدعوة ويحاربوا سليمان وجنده .
رسم تخيلي لمكلة سبأ "بلقيس"
إلا أن حكمتها غلبت تكبرهم و أقنعتهم بأن تذهب إليه بهدية فإن قبلها فهو ملك يجب محاربته , وإن رفضها فهو نبي يجب إتباعه.
قال تعالى :" قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ , إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ , قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ , قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ , قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ , وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ , فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ "(النمل: 32 ..)
رسمة تخيلية للقاء الملكة بلقيس بالنبي سليمان
ومن قصص القرآن أيضاً عن مملكة سبأ هي قصة سد العرم , أو سد مأرب , وهو أقدم سد في التاريخ , كما أنه يعد من روائع الانشاءات المعمارية في العالم القديم.
بقايا سد مأرب القديم
لقد تم بناء السد بمواد صخرية (قطع حجرية) ، وكان طوله 700 متر إلى جانب بناء القناة الرئيسة التي توزعت المياه عبرها ، وكان اتساع السد يشكل امتداداً طبيعياً بهندسة مثالية.
منظر جنوبي لبقايا السد
إزدهر مملكة سبأ بعد بناء السد , وسادت الجنان الخضراء كافة أنحاء المملكة إلا أن أهلها لم يشكروا الله , وقالوا ربنا باعد بين أسفارنا , قال تعالي :
"لقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ" (سبأ: 15-17).
نقش بخط المسند يحكي قصة إنهيار السد
يروي مؤرخون ان انهيار السد كان سببا في قحط وشح في المياه أدى إلى هجرة كبيرة لسكان اليمن العرب إلى مناطق أخرى في الجزيرة العربية و العراق و بلاد الشام وشمال أفريقيا . ويقال أن سكان اليمن في ذلك الزمان كان يزيد على 30 مليون نسمة (أكثر من ساكنها الآن) .
أعمدة عرش بلقيس
إشتهرت حضارة سبأ بتوثيق تاريخيها من خلال الخط المستند و الذي يعتبر من أقدم الخطوط ويحتوي على 29 حرفاً صوتياً منفصلاً و يكتب من اليمين إلى اليسار بالتبادل مع الأسطر , حتى تسهل القراءة , مثلاً اول سطر من اليمين إلى اليسار وثاني سطر من اليسار إلى اليمين و هكذا .
الأبجدية السبئية
ومن المعلوم أنه قد يصل العلماء إلى معرفة تسلسل أحداث التاريخ أو حتى الكشف عن وجود حظارة وملوك في منطقة معينه من خلال هذه النقوش حتى ولو لم يكن هنالك آثار حقيقيه ظاهرة لهذه الحظارة ، وقد تحتوي بعض النقوش على أخبار المعارك والغزوات والاحداث التاريخيه.
لوح من المرمر يروي أحداث أحد المعارك
وقد تمكن العرب منذ وقت مبكر من فك رموز الخط المسند ، فقد وضع الهمداني ترجمة لهذا الخط من خلال ترجمته لبعض النقوش الأثريه.
الترجمة :
بقوة الرحمن , في عهد الملك زيبمان ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت .ويمنات وقبائلهم (في) الجبال والسواحل ، تم تسطير هذا النقش عندما غزا قبيلة معد (في) غزوة الربيع في شهر "ذو الثابة" عندما ثاروا كل (قبائل) بنى عامر وعين الملك (القائد) "أبي جبر" مع (قبيلة) على القائد "بشر بن حصن" مع قبيلة سعد (وقبيلة) مراد وحضروا أمام الجيش ـ ضد بنى عامر (وجهت) كندة وعلى وادي "ذو مرخ" ومراد وسعد في وادي على طريق تربن وذبحوا وأسروا وغنموا بوفرة وحارب الملك في حلبن واقترب كظل معد (وأخذ) اسرى، وبعد ذلك فوضوا (قبيلة معد) عمروا بن المنذر (في الصلح) فضمنهم ابنه (عروا) (عن أبرهة) فعينه حاكماً على معد ورجع (أبرهة) من حلـبن (حلبان) بقوة الرحمن في شهر ذو علان في السنة الثانية والستين وسـتمائة.
من أقصى شمال اليمن نتجة شرقاً نحو واحدة من اجمل المحافظات اليمنية – المهرة
الطريق إلى المهرة