منطقة الحمرية بدبي لم تكن تحمل هذا الاسم، كان اسمها (الوحيدة) نسبة الى نخلة وحيدة كانت هناك، وترى من بعيد وهي واقفة امام البحر في حي صحراوي ساحلي موزع على ثنائية التضاد في أقسى حالاته بين الماء والصحراء..
كانت تقف وحيدة وعليها ان تنشر ظلالها النحيلة على مكان واسع يلفه الهجير والشمس المحرقة..
جذورها تمتد في داخل بقعة من الماء العذب الذي يعاند ملح البحر على ثلاثين متراً من الساحل.
ففي مواجهة البحر كان يحفر الرجل عمقا ليس مبالغا فيه، فيتدفق الماء العذب ليروي ظمأ المكان، والنخلة وحدها واقفة دونما أخت او علاقة سوى عنوان المكان وقليل من الرطب في موسم سنوي بحجم سلة واحدة ذلك اذا كانت انثى! فهل كانت تلك النخلة فحلا أم أنثى؟
لا احد يعلم بدقة، اذ يكفي انها كانت عنوانا يراها القادم من الممزر او من الطرف الآخر ليقول ها انني وصلت (لوحيدة)، وربما كان ذلك الوصول اجمل من رؤية (النخلة) محملة بالرطب او الكرب.
ان الوصول الى المنطقة يعني انتهاء العزلة والوحدة، ويعني لقاء الاهل والاحبة، ولا يهم ان تبقى (الوحْيدة) وحيدة، انها رغم ذلك تمنح المكان معرفة الجماعة والألفة وملامح البيوت المبنية من (العشيش)، من سعف اخواتها المنتشرات في أماكن بعيدة عنها، وتبقى هي مزهوة بفضائها الواسع تحتل اسم المكان وذاكرته بعد عشرات السنين.