وادي ميزاب التجربة اليوتوبية الاسلامية الوحيدة المستمرة
الأربعاء 16 فبراير-شباط 2011 الساعة 07 صباحاً / ملحق افكار / احمد صالح الفقيه
2-1: اليوتوبيا -المدينة أو الجمهورية الحلم التي طالما راودت خيال الفلاسفة والمصلحين منذ مدينة أفلاطون الفاضلة التي أوضح أسسها في كتابه “الجمهورية”. اليوطوبيا أو الطوبى(بالإنجليزية: Utopia) هو مفهوم فلسفي يعني المكان الذي يبدو كل شيء فيه مثاليًا ولا يوجد فيه أي نوع من أنواع شرور المجتمع كالفقر والظلم والمرض.
ظهر هذا المفهوم لأول مرة في كتاب اليوتوبيا واسمه الكامل: (De Optimo Reipublicae Statu deque Nova Insula Utopia) من تأليف السير توماس مور. الذي طبِع لأول مرة باللغة اللاتينية عام 1516م. ويدل المفهوم على الحضارة أو المكان المثالي، وبالأخص في الجوانب الاجتماعية والسياسية وغيرها. ويتألف اللفظ من كلمتين في اللغة اليونانية هما “ou” (لا) و«tottos» (مكان)، أو “المكان غير الموجود”. وأخذ مور أفكار مدينته من كتاب الجمهورية لأفلاطون.
وتطلق صفة يوتوبيا أيضا على الأفكار المثالية التي لا يمكن تطبيقها في المجتمع، نظرًا لبعدها عن الواقع الحقيقي.
وهناك كتب كثيرة تحدثت عن دول ومجتمعات مثالية منذ كتاب الجمهورية . حيث أصبحت منذ ذلك الحين حلما للبشرية ولكن يبدو أن الحلم لم يتحقق إلا في وادي ميزاب.
تعرضت تجربة وادي ميزاب لتعتيم إعلامي مستمر، لأنها تشكل إدانة حية لكل دولة من هذه الدول التي تدعي الإسلام، بل ولكل الحركات والأحزاب الإسلامية التي لم تتمكن من الاقتراب من روح الإسلام ومقاصده. ولذلك يجري استبعادها وإغفالها بحجة ان الاباضية مذهب من مذاهب الخوارج، في حين أنه يتوفر في مذهب الإباضية كثير من جوانب الاعتدال في عقيدتهم، وهم وإن نسبوا إلى الخوارج إلا أنهم يرون أنهم وحدهم الذين حافظوا على تعاليم الإسلام الحقَّة، ويغضبون كثيرًا حين يسمعون أحدًا ينسبهم إلى الخوارج، ويبرأون من تسميتهم بالخوارج ويقولون: نحن إباضية، كالشافعية والحنفية والمالكية، ويقولون: إنهم رُمُوا بهذا اللقب لأنهم رفضوا القرشيَّة، أي التزام كون الإمام من القرشيين.