الحزن وشعر القوافي

قصيدة آهات وشجون
دونتُ قافيتي من نزف آهاتي
الحزنُ ريشتها والحبر أنَّاتي

للبحر تلهمني خلجات ذاكرتي
والوزن تُنشده أوتار خيْباتي

بصحبتي روحي أطيرُ مرتحلاً
أعانق البوح في شطئآن أبياتي

فأمتطي الشعر معراجاً يحلِّقُ بي
ميمماً تهتدي للسحب رحلاتي

فأدفن الهمَّ قلباً للغيوم ومن
بياض ملبسها كفَّنْتُ مأساتي

لكي أعود خفيف الروح من نكدٍ
أحسو بأشجاننا أفواه ليلاتي

فأُشْعِلَتْ ظلمات الليل من أرقي
وأذْبِلَتْ كمداً أزهارَ بسماتي

رسمتُ لي حلماً في قلب أمنيتي
فكنت أقرأهُ في كلَّ خلواتي

ألفتُ صحبته أغرقته قُبَلاً
فصار طيف الهوىفي وجه مرآتي

هَرِِمْتُ من ظمإٍ للشوق أرقبه
يئستُ منتظراً للغائب الآتي

عَلِّي أعانقه ما دام يعشقني
كم كنتُ أعشقه في كل ساعاتي

لكني في وطني قد بِتُ مغترباً
أحيا بلا أملٍ بحثاً عن الذاتِ

هذا هو حُلُمي ألقاه مُنْتحِباَ
ما دام يخنقه زُرَّاع ويلاتي

نظرتُ في وطني والدمع يغرقه
يهمي بأعينه مزناً غزيراتِ

نادى أيا ولدي والله لستُ أنا
ما كنتُ في زمنٍ أرض المُعاناتِ

فسورةٌ نُعِتتْ باسمي مخلدةُ
فاقرأ ففي سبأٍ طيبي و جنَّاتي

أنا التي أحتوي التأريخ في حِقَبَِي
والدهر يعرفني مهدَ الحضاراتِ

لا تأسَ يا ولدي فالليل مُرتحلٌ
والصبح يولدُ من أرحام ظلماتي

كُنْ شامخاً جبلاً يُخْشى بعزته
ومؤمناً بطلاً لم يُحْنِهِ عاتي

فانِْشدْ بقافية الأحرار أغنيةًً
صافِحْ بأحرفها أهلَ البطولاتِ

أيْقِظْ بنغمتها للشعب خيبته
أوْقِدْ بها همماً تأبى المذلاَّتِ

فاصنعْ بأحرفها للحُرِّ عُدته
واحمل بصهوتها أُسْداً مُغِيراتِ

وافضح بها صوراً من زيفِ أقنعةٍ
لا تخش يا بطلي بطش الزعاماتِ

إني ابتليتُ بهم غصباً ومكرهةً
لكنَّكمْ أنتم أسباب بلْواتي

وليعلُ ناصيتي مَنْ فيه منفعةٌ
فالمخلصون بهم أُلقى كراماتي

فْلتصنعوا مجداً يحدو قيادته
نحو العلا يسمو فكراً وغاياتِ

هناكَ حينئذٍ تدنو القطوف لكم
والفجر يلبسكم ثوبَ البشاراتِ

ااتمنا ان تنال اعجابكم