نجد ان الكثير من الناس يبحث عن السعادة ويطلبها بكثرة ،حتى يستقر ويشعر بالطمانينة والراحة ،وبالاخص في بيوتهم بمعنى داخل الاسرة،ولكي يتحقق لنا ذلك علينا ان نؤمن بالواحد الاحد ونسعى دائما الى تقوية ايماننا ،والتوكل عليه ، ونعمل بما امرنا به ونتجنب عن كل مانهان عنه.
ومنذ الازل والانسان يعيش في جماعة على شكل اسر ومجتمعات الى غاية يومناهذا.كان ادم عليه السلام وحواء يشكلان زوجا رائعا في الجنة ،وبعد هبوطهما للارض بقيا كذلك.
موضوع المراة(اصلها ،دينها،تربيتها،..) والاسرة (الزواج، الاطفال وكيفية تربيتهم ، الطلاق،الخلع،..)واسع وعميق جدا ،بالنسبة لي اراها كما هي في الاسلام .
يقول تعالى: "ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليهاوجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون" سورة الروم ،الاية21.
وهذه الاية تبين لنا معنى الهدوء والاستقرار في السلوك والشعور بالراحة ،والعلاقة الزوحية اساسها الصحبة والاقتران القائمان على التالف والانس ،يقول عز وحل: "هن لباس لكم وانتم لباس لهن"الشئ الذي يساعد على انجاب اطفال وتنشاتهم على المنهج الاسلامي المحمدي الحقوالصحيح لكل مكان وزمان.
ولا اجد خيرا من الاسرة المحمدية ،اسرة الرسول عليه الصلاة والسلام وما تحتويه من حب وايمان وصدق واحترام ونشئ للاطفال ،...
نعم الرسول عليه الصلاة والسلام كان نعم الزوج في اداء واجباته تجاه زوحاته من اهتمام واحترام لكل زوجاته وابنائه...،حتى انه كان يساعدهم على شؤون البيت حتى وان كانت حلب شاة او طهي طعام،وكان لا يعقب على اي طعام وضع امامه فان اعجبه اكله وان لم يعجبه التزم الصمت ،هكذا كان محمدا زوجا وابا وكفيلا ،ومعلما ...
اما ام المؤمنين خديجة رضي الله عنها فهي نعم المراة والزوجة والام المثالية التي علينا الاقتداء بها.
علمت السيدة حديجة من غلامها ميسرة كل شئ عن نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم- اثناء رحلته مع النبي الى الشام وهويتجر بمالها -ما راه وشاهده من ايات النبوة ،وماقاله الراهب نسطورا،فبعثت له قائلة:"يابن عم اني قد رغبت فيك لقرابتك وسطتك ،في قومكوامانتك وحسن خلقك وصدق حديثك ثم عرضت عليه نفسه"ا وكانت رضي الله عنها يومئذ اوسط نساء قريش نسبا ،واعظمهن شرفا واكثرهن مالا.
عاشت معه كزوجة قبل النبوة،وما ان نبئ حتى امنت بنبوته ىوصدقت برسالته فكانت اول امراة امنت بالله ورسوله في الاسلام،ووقفت الى حنب زوجها عليه الف صلاة وتسليما في احرج الاوقات،تقويه وتشد من ازره واكبر دليل حينما جاءها من غار حراء ترجف بوادره وترتعد فرائصه،وكانه محموم ويقول :زملونى دثرونى"فقالت له كلماتبقيت خالدة الى يومنا هذا كزوجة صالحة والله ما يخزيك الله ابدا انك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقوي الضعيف وتعين على نوائب الحق .
ويعد هذا الموقف من اعظم المناقب.
فقد فضلت على سائر نساء الامة للحديث الصحيح:خيرنسائها (الامة)خديجة بنت خويلد وخير نسائها مريم بنت عمران ." وهذا الحديث الشريف يبين لنا انها فضلت على سائر نساء الامة الاسلامية كما فضلت مريم بنت عمران على سائر نساء بني اسرائيل.
لخديجة ام المؤمنين رضي الله عنها فضائل كثيرة تسمو بها على سائر نساء العالمين كونها ام فاطمة الزهراء التي هي اصل كل شرف في الامة،اذ سائر ال البيت من اولاد بنتها فاطمة رضي الله عنها ،فقد كانت اكثر من الام المثالية ،بل واست الرسول صلى الله عليه وسلم بمالها،حتى انه لم يثني على امراة من نسائه كما اثنى عليها والشاهد على ذلك قول عائشة رضي الله عنها في رواية احمد ،قالت:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن عليها الثناء،فذكرها يوما من الايام فادركتني الغيرة فقلت :هل كانت الا عجوزا قد اخلف الله لك خيرا منها ،قالت :فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال:لا والله ما اخلف الله لي خيرا منها،لقد امنت اذكفر الناس،وصدقتني اذ كذب الناس،وواستني بمالها اذ حرمني الناس،ورزقني الله عز وحل اولادها اذ خرمنى اولاد النساء،فقالت:فقلت بيني وبين نفسي لا اذكرها بسؤ ابدا."
مما يقوي العلاقات الزوجية الثقة بينهما وتبادلهما الاسرار بينهما فقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه اخبر خديجة رضي الله عنها عن امر الملك الذي ارسل اليه وهو في حال من الفزع والخوف فقالت له اي ابن عم اتستطيع ان تخبرني بصاحبك الذي ياتيك اذا جاءك،قال :نعم، فاذا جاءك فاخبرني به فحاءهجبريل عليه السلام كما كان يصنع،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجة،يا خديجة هذا جبريل قد جاءني ،فقالت:قم يابن العم فاجلس على فخذي اليسرى فقام صلى الله عليه وسلم فجلس عليها ،فقالت: هل تراه قال: نعم،قالت: فتحول فاجلس على فخذي اليمنى ،فتحول فحلس على فخذها ليمنى ،فقالت: هل تراه قال: نعم ،قالت :فتحول فاجلس في حجري ،فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس في حجرها قالت :هل تراه قال: نعم قال فتحسرت والقت خمارها والرسول صلى الله عليه وسلم جالس في حجرها ،ثم قالت: له هل تراه قال: لا قالت :ابن عم اثبت وابشر فوالله انه لملك وما هذا بشيطان .
وهته القصة لا تدل الا على ثقة الرسول عليه الصلاة والسلام في زوجته وما مدى ذكاء زوحته ام المؤمنين خديجة رضي الله عنها .
هكذا تكون العائلة المسلمة ،وكل ماسبق ذكره يبين لنا اهمية اختيار الزوح والزوجة وكيفية تربية اطفالنا وخير دليل مانعرفه عن السيدة فاطمة الزهراء ابنة رسول الله وام المؤمنين خديجة رضي الله عنها.
هي اعظم اسرة واجل واطهر افرادها ،هم المثال الحي الذي نقتدي به ونسعى من اجل تطبيق ولو جزء صغير منه في اسرنا .