أريد أن آكتبَ لكِ كلاماً
لا يشبهه الكلامْ
وأخترع لغةً لكِ وحدكِ
أفصلها على مقاييس جسدك
ومساحة حبي .
*
أريدُ أن أسافر من أوراق القاموس
وأطلبَ إجازة من فمي .
فلقد تعبتُ من استدارة فمي
أريد فماً آخر ..
يستطيع أن يتحول متى أرادْ
إلى شجرة آرز
أو علبة آبريت
أريد فماً جديداً
تخرج منه الكلماتْ
آما تخرج الحوريات من زبد البحر
وآما تخرج الصيصان البيضاء
من قبعة الساحر ..
*
خذوا جميعَ الكتب
التي قرأتها في طفولتي
خذوا جميع آراريسي المدرسية
خذوا الطباشيرَ ..
والأقلامَ ..
والألواح السوداءْ ..
وعلموني آلمة جديدة
أعلقها آالحلقْ
في أذن حبيبتي
*
أريدُ أصابعَ أخرى ..
لأآتب بطريقةٍ أخرى
فأنا أآرهُ الأصابع التي لا تطول .. ولا تقصر
آما أآرهُ الأشجار التي لا تموت .. ولا تكبر
أريد أصابعَ جديدة ..
عالية آصواري المراآبْ
وطويلة ، آأعناق الزرافاتْ
حتى أفصل لحبيبتي
قميصاً من الشِعرْ ..
لم تلبسه قبلي .
أريدُ أن أصنع لكِ أبجدية
غير آل الأبجدياتْ .
فيها شيء من إيقاع المطرْ
وشيء من غبار القمرْ
وشيء من حزن الغيوم الرمادية
وشيء من توجع أوراق الصفصاف
تحت عربات أيلول .
أريد أن اهديك آنوزاً من الكلمات
لم تُهْدَ لامرأة قبلك ..
ولن تهدى لامراة بعدك .
يا امرأةً ..
ليس قبلها قبلْ
وليس بعدها بعدْ
*
أريدُ أن أعلم نهديكِ الكسولينْ
آيف يهجيان اسمي ..
وآيف يقرءان مكاتيبي
أريد .. أن أجعلك اللغة ..
( ٢ )
نهارَ دخلت عليَّ
في صبيحة يوم من أيام آذارَ
آقصيدة جميلة .. تمشي على قدميها
دخلت الشمس معكِ ..
ودخل الربيع معكِ ..
آان على مكتبي أوراقٌ .. فأورقتْ
وآان أمامي فنجانُ قهوة
فشربني قبل أن أشربه
وآان على جدراني لوحة زيتية
لخيول ترآض ..
فترآتني الخيولُ حين راتكِ
ورآضتْ نحوك ..
*
نهارَ زرتنيْ ..
في صبيحة ذلك اليوم من آذارْ
حدثتْ قشعريرةٌ في جسد الأرض
وسقطَ في مكان ما .. من العالم
نيزكٌ مشتعلْ ..
حسبه الأطفال فطيرةً محشوةً بالعسل ..
وحسبته النساء ..
سواراً مرصعاً بالماس ..
وحسبه الرجال ..
من علامات ليلة القدرْ ..
*
وحين نزعت معطفك الربيعي
وجلست أمامي ..
فرائة تحمل في حقائبها ثياب الصيف ..
تأآدتُ أن الاطفال آانوا على حق ..
والنساء آن على حق ..
والرجال آانوا على حق ..
وأنك ..
شهية آالعسلْ ..
وصافية آالماسْ ..
ومذهلى آليلة القدرْ