من هو الرياضي المنصف?
المتأمل لمباراتنا بالأمس مع قطر وقبلها مع السعودية.لابد أن يكون لديه حسا رياضيا وشعورا منصفا لما جرى فيهما من أحداث رياضية ..وإلا لما عددناه رياضيا منصفا .. فتحليل الرياضي المنصف يختلف تماما عن تحليل بقية الجمهور والمتفرجين..لأن الجمهور والمتفرجين ينصب تحليلهم ويتركز دوما نحو الفوز والخسارة فقط..أما الرياضي المنصف هو من يحلل الأحداث الرياضية بكل تفاصيلها وجزئايتها..وبصدق أقول رغم كوني إنسانا ريفيا أعيش في إحدى قرى اليمن أقبع خلف شاشة التلفاز لأشاهد مجريات المباريات ,لكني أحب الرياضة كثيرا ,بل أصبح عندي هوس بالكرة وعشق غيرمحدود للمستديرة في كل ملاعب العالم..ذلك الشيء جعلني أنظر وأحلل مجريات لقائتنا بقطر والسعودية تحليلا صحيحا..أولا :وبكل صدق عندما جلست أمام شاشة التلفاز وشاهدت مايقوم به الأحمر اليمني من مهارات وفن لايضاهيه فن ..تخيلت نفسي وكأنني أمام البرازيل أو أسبانيا لا أمام المنتخب اليمني البسيط الذي كان آداءه عاديا وغيرمقبول..حقيقة: لقد قدم اللاعبين آداءا مميزا أذهلني وجعلني أقف مشدوها أما الأداء المتميز الذي قام به لاعبونا..وحقيقة لو كنت صاحب سلطة أوتجارة لكرمت هؤلاء الأبطال الذين شرفونا ورفعوا رؤوسنا أمام العالم..لقد شاهدت وشاهد الجميع المهارات الفردية التي قام بها لاعبونا مثل: علاء الصاصي وعلي النونو وأكرم الورافي وغيرهم..من خلال استخواذهم على الكرة ومراوغتهم وفنهم البديع في جميع أوقات المباراة..مما جعل المنتخب السعودي والقطري يقف مشدوها أمام هذا الإبداع والفن اليمني الأصيل..الكرة كانت يمنية بنسبة 80% واللعب كان فن وإحتراف من قبل أولئك النخبة الذين جعلونا نستمتع بجمال الأداء ودوام السيطرة..ولوكنت في إتحاد الكرة الخليجي لأعطيت جائزة أفضل اللاعبين مناصفة مابين علاء الصاصي وعلي النونو..
قد يقول قائل: هذا تبرير لهزيمتكم!! لكني أرد عليه وأقول ربما لم تنصفنا الكرة وهذه حالها..فالمباراة عندي وعند الرياضيين المنصفين ليست مجرد أهداف وحسب ..فالأهداف قد تأتي صدفة أو من أخطاء وفرص نستغلها.لكننا لانشعر معها بالمتعة والإثارة وهذا ماحدث بالضبط للأهداف التي سجلت في مرمانا..لم يكن وراءها تخطيط أوتكتيك.بل جاءت من أخطاء أو فرص استغلها المهاجمون في ساعة كان قد دب اليأس إلى قلوبهم في أمل الإنتصار على هذا الخصم العنيد والممتع في تفانيه الرائع في آداءه..
وفي الأخير نشكر كل من سعى وتعب وعانى في إخراج هذا الفريق بهذه الصورة المشرفة وساهم في إعداده هذا الإعداد المتميز..
كما أرسل تحية إجلال وإكبار لهذا المنتخب الكفؤ والقادر على صنع المستحيل..
كما أرحب بالأشقاء الخليجيين والعراق في بلدهم الأول وليس الثاني لأن اليمن منبع كل الشعوب وهم إخوتنا مكانهم وسط القلوب..ونحن من أشد المعجبين بإهتمامكم البالغ بالجانب الرياضي..وسنظل متابعين لكم في كل مباراة بنفس الحماس ونفس العزيمة لأنكم إخواننا ولأننا نستمتع كثيرا بأدائكم المتميز