أعادت دوائر مجهولة الصخب الإعلامي عن تنظيم القاعدة في اليمن وخطورته الى واجهة التناولات في وسائل إعلام إقليمية ودولية قبل ساعات فقط من موعد انطلاق بطولة خليجي 20 في مدينة عدن ابين .
هذا الصخب الموجه بقصد تكريس صورة قاتمة عن اليمن وعدم استقراره وخطورته على جيرانه وضيوفه انتعش في وقت بدأت وسائل اعلام رياضية خليجية وعربية وإعلاميين خليجيين الحديث عن واقع مناقض لما تم التسويق له عن خطورة الوضع الامني في اليمن وعدم اهليتها لاستضافة البطولة.
الفرحة بخليجي 20 الحلم الذي أصبح حقيقة يعايشها اليمنيين بعد مخاوف وإشاعات ومحاولات من بعض دول الخليج لنقل البطولة الى دولة ثانية يبدو ان هناك من يريد ان يخنق الفرحة بهذا العرس الكروي من خلال اعادة اليمن الى واجهة الاستهداف الإعلامي بإستخدام ذريعة قديمة جديدة هي تنظيم القاعدة.
ففي الوقت الذي كانت المسيرات المبتهجة بقرب افتتاح البطولة تسير في كل شوارع مدينة عدن كانت وسائل اعلام اقليمية ودولية تبث خبرا في مقدمة كل نشراتها رغم تفاهته مفاده ان مسئول امريكي كبير يحذر من خطورة القاعدة في اليمن على امن بلاده.
واللافت هنا ان تتزامن تصريحات 3 جهات في وقت واحد هي تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ورئيس جهاز المخابرات السعودي السابق تركي الفيصل و قائد أركان الجيوش الأميركية المشتركة الاميرال مايكل مولن .
تصريحات الأمير السعودي والتي أطلقها في واشنطن وتزامنها مع تصريح المسئول الأمريكي ومقال القاعدة عن مواصلة استهداف واشنطن يعزز نظرية المؤامرة التي يعتقد اليمنيين انها موجودة في حادثة الطرود لوجود الأطراف الثلاثة ذاتها الموجودة في زوبعة أمس الأحد في حادثة الطرود.
الضربة الموجعة التي وجهت لليمن من قبل الأمير السعودي تركي الفيصل وفي هذا التوقيت حملت دلالة واضحة على أن قوى داخل النظام السعودي تعمل في اتجاه يخالف التنسيق الأمني بين البلدين والذي يسير وفق رؤية زعيمي البلدين .
ورغم ان اليمن كانت عبرت عن استياءها غير المعلن من ابلاغ المخابرات السعودية للجانب الأمريكي بمعلومات عن الطرود المفخخة قبل ابلاغ الجانب اليمني إلا أن الحكومة اليمنية فوجئت بتصريح تركي الفيصل عن صناعة الإرهاب في اليمن وان الارهابيين يأتون الى السعودية من الأراضي اليمنية.
المصدر الإعلامي اليمني الذي رد على تركي الفيصل وجه نفس الخطاب إلى الفيصل حين أشار الى ان الإرهاب قدم إلى اليمن من دول أخرى في يعلمها الفيصل جيداً.
وما يثير علامات الاستفهام ان تتزامن هذه التصريحات السعودية والامريكية مع مقال لتنظيم القاعدة وتحرك اعلامي موجه ضد اليمن التي اخذت قسطا من الراحة بعد وصول الاعلام الرياضي الخليجي الى مدينة عدن ليباشر عمله في تصحيح الصورة المشوهه عن استعدادات اليمن للبطولة.
ما يمكن استنتاجه في ما مضى ان دوائر في النظام السعودي تعمل مع البريطانيين والامريكان على التمهيد لتدخل مباشر في اليمن من خلال التأثير على القرار الأمريكي الذي يخشى التورط في فتح جبهة جديدة خارج إطار حدوده .
ويجب الاشارة هنا الى تحركات سعودية تمت مؤخرا في اطار خطة جديدة لكسب ود مزيد من الكتل القبلية من خلال دعم المتمردين عن مراكز قبلية تخضع لسيطرة النظام اليمني كما حصل مع قبيلة بكيل حين دعمت المملكة مؤتمرا لقبائل بكيل بزعامة احد مشائخ القبيلة الموالين للمملكة والمتخاصمين مع النظام.
الدور السعودي في المجتمع القبلي ليس جديدا لكن تجديد ادواته يشير الى دور مرتقب للقبائل الموالية للمملكة في مخطط قادم سيكون كسب القوى القبلية الكبرى وتحييدها عن مواجهة أي تدخل اجنبي في اليمن احد أهدافه الرئيسية.