نفذت السلطات الأمنية، وبتوجيهات رئاسية عليا، حملة اعتقالات هي الأولى من نوعها في اليمن، طالت عدداً من كبار المسئولين في الدولة، وشخصيات متنفذة، وعناصر وصفت بـ"هوامير فساد"، وذلك على خلفية أنشطة تهريبية تقف ورائها إسرائيل، استهدفت الأمن القومي لليمن بشحنات أسلحة ومتفجرات ومواد كيمياوية موجهة للجماعات التخريبية المتمردة في شمال اليمن وجنوبه، ويرجح أيضاً وصولها لأيدي الجماعات الإرهابية..
وقد جاءت هذه الحملة بعد 24 ساعة فقط من قيام "أجهزة الأمن القومي والمخابرات" بكشف معلومات تفصيلية خطيرة عن عمليات تهريب إسرائيلية لأسلحة ومتفجرات ومواد كيماوية وصلت لأيدي المليشيات التخريبية للحراك الانفصالي..!
وأوضحت مصادر وثيقة الصلة أن السلطات الأمنية قامت خلال الثلاثة أيام الماضية بحملة اعتقالات طالت من وصفتهم بـ"مسئولين كبار جدا من العيار الثقيل ينتمون لمراكز صنع القرار على الصعيدين السياسي والعسكري"، لم تكشف هوياتهم أو رتبهم ومناصبهم، وكذلك "شخصيات متنفذة"، وعدداً من أخطر المهربين الذين وصفتهم بـ"هوامير فساد"، مؤكدة أن توجيهات رئاسية عليا تلقتها الأجهزة الأمنية باعتقال المتورطين "مهما كانت مراكزهم في الدولة، أو رتبهم العسكرية، أو مكانتهم الاجتماعية"، منوهة إلى أن كثيراً من هذه الاعتقالات تمت في نطاق محافظتي تعز ولحج.
وأكدت المصادر: أن تحقيقات باشرتها الأجهزة الأمنية منذ الساعة الأولى لاعتقال المذكورين، بشأن سلسلة عمليات تهريب أسلحة ومتفجرات ومواد كيماوية ومبيدات محظورة عالمياً، تم تهريب 90% منها من إسرائيل بحراً، ووصلت بعضها إلى اليمن عبر أرتيريا والصومال، ودخلت عبر منافذ ساحلية في "ذباب، واجحة، يختل، لحج"، وغيرها.. منوهة إلى اشتراك قوات البحرية اليمنية في احتجاز سفن وزوارق تهريب مع مالكيها ومباشرة التحقيق معهم.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن إسرائيل استهدفت اليمن بسلسلة عمليات تهريب أسلحة ومتفجرات ومعدات استخبارية، لصالح الجماعات الحوثية المتمردة، وعناصر التخريب الانفصالية، أسهمت في تصعيد العنف في اليمن، مستغلة بذلك طول الساحل اليمني الذي يتجاوز 1200 كيلومتراً، وضعف الإمكانيات التقنية للأمن الساحلي، وكذلك تواطؤ بعض العناصر اليمنية التي تعقبتها أجهزة الأمن القومي اليمنية خلال الفترة الماضية، وأعدت ملفاً خاصاً بتلك الأنشطة تمت مناقشته على مستوى رفيع في الدولة، لتباشر أخيراً خلال الثلاثة أيام الماضية حملة اعتقالات للمتورطين فيها، وصفت بأنها من أهم العمليات التي أنجزتها أجهزة الأمن القومي اليمنية "لكسر اليد المتطاولة على أمن اليمن واستقراره وسيادته الوطنية"، في نفس الوقت الذي أعدتها المصادر "خطوة شجاعة على طريق تجفيف منابع الفساد".
وكانت "أجهزة الأمن القومي والمخابرات" خلال الفترة الماضية شكلت مجموعة استخباراتية لاستقصاء الحقائق حول الأنشطة التهريبية التي تستهدف أمن اليمن، وقد نجحت في الكشف عن شحنات تهريب، وهويات عدد من مهربي الأسلحة والمتفجرات، والجهات التي يتعاملون معها، ومصادر التهريب، وطرق التمويه والإخفاء التي يتبعها المهربون.. وهو أول عمل من نوعه تشهده الساحة اليمنية، وقد تجاوبت معه الجهات الرسمية، وبما يؤكد أن أمن اليمن واستقراره مسئولية وطنية مشتركة تقع على عاتق كل أبناء الوطن الشرفاء..