في مؤتمر صحفي حول التطورات المتصلة بالطردين المشبوهين
رئيس الجمهورية: لن نسمح لأحد أن يتدخل في الشأن الداخلي اليمني وسنواصل إجتثاث الإرهاب من جذورهالأحد 31 أكتوبر-تشرين الأول 2010 الساعة 05 صباحاً
أكد فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح - رئيس الجمهورية- أن الجمهورية اليمنية وانطلاقاً من إرادتها السياسية القوية ستواصل جهودها في مكافحة الإرهاب ولن تتوانى أو تتراجع عن ذلك, مبدياً في ذات الوقت حرص اليمن على تعزيز التنسيق والتعاون والشراكة مع المجتمع الدولي ممثلاً بالدول الصديقة والشقيقة وفي المقدمة دول الجوار حتى يتم القضاء على آفة الإرهاب واجتثاثه من جذوره.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده فخامة الأخ الرئيس مساء أمس في صنعاء حول التطورات المتصلة بالطردين المشبوهين اللذين كانا في طريقهما إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتم اكتشافهما في دبي ولندن.
وكشف فخامته أن أجهزة الأمن حددت منزل امرأة يعتقد أنها أرسلت الطردين المشبوهين بحسب المعلومات التي وردت إليها في ضوء المعلومات المدونة على الطردين, وقامت بمحاصرة المنزل تمهيداً لضبط المشتبه بها.
وقال:«فور ضبط المشتبه بها, ستباشر أجهزة الأمن التحقيق معها وتستفيد من المعلومات التي ستدلي بها وسيتم إطلاع وسائل الإعلام على أية معلومات تستجد في هذا الشأن عبر جهاز الأمن القومي».
وأوضح فخامته أن اليمن لم يكن لديه أية معلومات حول ضبط هذين الطردين اللذين أثيرت الضجة الإعلامية حولهما في القنوات الفضائية وبقية وسائل الإعلام.
وقال :«تلقيت معلومات من مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب خلال تواصله معي في الساعة الرابعة والنصف من بعد عصر أمس بأنه تم ضبط طردين مشبوهين تم شحنهما على طائرة قطرية غادرت من صنعاء واتجهت نحو الدوحة ومن ثم شحنهما إلى دبي ومن دبي إلى المملكة المتحدة».
وأضاف :«لم يكن لدينا أية معلومات وإنما أبلغنا مساعد الرئيس الأمريكي أن هناك معلومات عن وجود طردين تم ضبطهما في المملكة المتحدة وفي دبي, وتضاربت المعلومات عن مكان ضبط الطردين فأحياناً تذكر وسائل الإعلام أنه في دبي وأحياناً أخرى تفيد أنه في المملكة المتحدة, وجاءت تصريحات أخرى تفيد أنه تم ضبط الطردين في الولايات المتحدة الأمريكية بحسب ما جاء على لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم أمس».
واستطرد فخامة الأخ الرئيس قائلاً:«فور تلقينا لتلك المعلومات عن ضبط الطردين أبلغنا الأجهزة الأمنية ووجهناها بإجراء تحرٍ كامل والبحث عن الجهة التي قامت بشحنهما والتأكد من صحة هذه المعلومات».
وتابع قائلاً:«الأجهزة الأمنية باشرت على الفور بإجراء التحريات واتخذت الحيطة وكافة التدابير اللازمة وتم التواصل مع مسؤولي محطة المخابرات الأمريكية الـ”سي آي أي” في السفارة الأمريكية لدى اليمن ولم يكن لديهم معلومات ومن ثم جاءت المعلومات من واشنطن وتلقى جهاز الأمن القومي رسالة فيها معلومات تفيد أن هناك رقم تليفون لامرأة اسمها كذا وكذا, وأنها هي التي قامت بإرسال الطردين من الوكالتين اللتين قامتا بإرسال وشحن الطردين».
وأشار فخامته إلى أن هذه الرسالة الواصلة من واشنطن تشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تشتبه بأن هذين الطردين قد يكون فيهما مواد متفجرة, أي أننا إلى الآن لم نستلم أي تأكيد رسمي بأنهما يحتويان مواد متفجرة وإنما احتمالات بذلك.
وأردف فخامة الأخ الرئيس قائلاً:«اليوم تلقيت اتصالين هاتفيين من مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب ومن رئيس الوزراء البريطاني حول هذا الأمر, والبريطانيون يقولون : إن لديهم معلومات أنهم ضبطوا طرداً في إحدى المطارات البريطانية, وهناك أنباء ذكرت أن هناك طرداً ضبط في دبي من قبل شرطة دبي وحتى الآن هناك من يقول : إن الطردين ضبطا في الولايات المتحدة الأمريكية وكل هذا تضارب للمعلومات تتناقلها وسائل الإعلام ولم نستلم أي تأكيدات رسمية لا من المملكة المتحدة ولا من شرطة دبي بأن هذين الطردين تم فحصهما وتأكد أنهما يحتويان مواد متفجرة وإنما معلومات متضاربة عبر وسائل الإعلام واحتمالات بأن فيهما متفجرات».
ومضى قائلاً:«في ضوء المعلومات التي جاءتنا, اتفقنا مع الجانبين الأمريكي والبريطاني على إرسال ما لديهم من معلومات وإرسال مواد الطردين لفحصها والتأكد من أنهما يحتويان مواد متفجرة».
وقال فخامة الأخ الرئيس :«كما اتفقنا مع رئيس الوزراء البريطاني بأن يتم إرسال فريق أمني بريطاني لبحث آفاق تعزيز جوانب التعاون بين الأجهزة الأمنية اليمنية والبريطانية وهنا تعاون بيننا وبين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والمملكة العربية السعودية».
ولفت إلى أنه سأل الجانبين الأمريكي والبريطاني من أين جاءت إليهما المعلومات, فأفادوا أن هذه المعلومات وردت إلى أجهزتهما الأمنية من الأجهزة الأمنية في المملكة العربية السعودية.
وشدد فخامة الأخ الرئيس على حرص اليمن وتصميمه على مواصلة جهوده في مكافحة الإرهاب بالتعاون مع شركائه في الأسرة الدولية سواء من خلال تبادل المعلومات أو التأهيل والتدريب .
وبين أن اليمن قدمت خلال الأربعة الأسابيع المنصرمة أكثر من سبعين شهيداً من قوات الأمن والقوات المسلحة تعرضوا لهجمات واعتداءات إرهابية من عناصر تنظيم القاعدة في النقاط الأمنية ومراكز أداء الواجب .
وتابع فخامة الأخ الرئيس قائلاً:« نحن نعترف أن هناك عناصر إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة تتواجد في اليمن ونحن ندفع الثمن».
وأردف :«لقد دفعنا ثمنا باهظاً جرّاء الأضرار التي لحقت بوطننا واقتصادنا الوطني جرّاء الأعمال الإرهابية سواء الخسائر الكبيرة في مجال السياحة أو في مجال الاستثمار أوفي مجالات عديدة أخرى».
وقال :« نحن لا نريد ولن نسمح لأحد أن يتدخل في الشأن اليمني ويقوم بمطاردة العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة في اليمن, بل نحن الذين سنقوم بتعقبهم ومطاردتهم ودك أوكارهم بطائراتنا وآلياتنا ومعداتنا الأمنية والعسكرية أينما تتواجد تلك العناصر».
وتناول فخامة الأخ الرئيس النجاحات التي حققتها الأجهزة الأمنية اليمنية على صعيد مكافحة الإرهاب وتعقب وضبط عناصره, مبيناً أنه تم خلال الأسابيع القليلة الماضية ضبط أكبر عدد من العناصر الإرهابية.
واختتم فخامته حديثه خلال المؤتمر الصحفي بالقول :«ولهذا لن نسمح لأحد أن يتدخل في الشأن الداخلي اليمني, وإنما سنكون ممنونين وشاكرين لمن يمدنا بأية معلومات تساعدنا في تعقب وضبط الإرهابيين سواء كانت دولة شقيقة أو دولة صديقة.