الصداقة والأخوة في الله .. كلمتان تحملان الكثير من المعاني الصادقه ولكن تفسير هذه المعاني وكيفية التعامل بها من خلال كل كلمة على حده هي التي تحدد قيمة ومصداقية مشاعرنا بدءاً بأنفسنا ومن ثم باللذين هم من حولنا .
قال الإمام ابن الجوزي القدوة الصالح و المصلح { كان لنا أصدقاء إخوان أعتد بهم ، فرأيت منهم من الجفاء ، وترك شروط الصداقة و الأخوة عجائب ، فأخذت أعتب ، ثم انتبهت لنفسي ، فقلت وما ينفع العتاب ، فإنهم إن صلحوا ، فللعتاب لا للصفا ، فهممت بمقاطعتهم ، ثم تفكرت ، فرأيت الناس بين معارف و أصدقاء في الظاهر وإخوة مبطنين ، فقلت : لا تصلح مقاطعتهم ، إنما ينبغي ان تنقلهم من ديوان الأخوة إلى ديوان الصداقة الظاهرة ، فإن لم يصلحوا لها نقلتهم إلى جملة المعارف ، وعاملتهم معاملة المعارف ...... } وقال { وقد قال الفضيل بن عياض : إذا أردت أن تصادق صديقا فأغضبه ، فإن رأيته كما ينبغي فصادقه ، وهذا اليوم مخاطر ؛ لأنك إذا أغضبت أحدا صار عدوا في الحال } انتهى : صيد الخاطر للإمام أبي الفرج