نقلا عن جريدة الشرق الاوسط
مصدر عسكري: كانت مبادرة غير رسمية من أجل تفهم أكبر للإسلام
واشنطن: محمد علي صالح
كشف مصدر عسكري أميركي أن أنور العولقي، رجل الدين الأميركي اليمني الأصل والقيادي في تنظيم القاعدة، تناول الغداء في البنتاغون في الأشهر التي تلت اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وأن ذلك كان في إطار الجهود التي بذلتها وزارة الدفاع للتواصل مع المجتمع الإسلامي بعد الاعتداءات.
وقال المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية: «ما توصلنا إليه حتى الآن هو أن الأمر كان مبادرة غير رسمية من قبل العاملين في مكتب وزارة الدفاع، بعد الاعتداءات، من أجل تفهم أكبر للإسلام».
وكان تلفزيون «فوكس» أول من نقل أن العولقي تناول الغداء مع مسؤولين عسكريين ومن وزارة الدفاع، وذلك استنادا إلى وثيقة لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي).
وكانت عدة تقارير أشارت في الأشهر الأخيرة إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما أجازات قتل العولقي الموجود في اليمن حاليا ويشتبه في أنه وراء ثلاثة مخططات ضد الولايات المتحدة، من بينها عملية إطلاق نار في قاعدة فورت هود العام الماضي، ومحاولة فاشلة لتفجير طائرة متوجهة إلى الولايات المتحدة يوم عيد الميلاد الماضي، بالإضافة إلى محاولة تفجير سيارة في ساحة تايمز سكوير في نيويورك في الصيف الماضي.
وقالت موظفة لا تزال تعمل في وزارة الدفاع لتلفزيون «فوكس» إنها ساعدت على تنظيم الدعوة بعد أن سمعت العولقي يخطب في مدينة الإسكندرية، ضاحية لواشنطن في ولاية فرجينيا. وأضافت الموظفة أنها «تتذكر أنها تأثرت بالإمام، فقد ندد بـ(القاعدة) وبالهجمات الإرهابية»، حسب وثيقة مكتب التحقيقات التي نشرها تلفزيون «فوكس نيوز».
وقالت الوثيقة إن أمين عام الجيش الأميركي آنذاك كان مهتما باستضافة «مسلم معتدل» ليخطب أمام حضور في البنتاغون.
وفي رسالة على الإنترنت، أشاد العولقي بـ«حسن» على ما قام به، قائلا إن المسلمين مثل «حسن» يجب أن يخدموا في القوات الأميركية فقط إذا أرادوا أن يشنوا هجمات مماثلة.
إلى ذلك قال تقرير إن دعم الغرب لقوات الأمن الحكومية في اليمن وجارته الصومال في إطار حربه ضد الإرهاب قد يذكي فعليا التشدد، لأن هذه المساندة عادة ما ينظر إليها في الداخل على أنها شكل من أشكال العدوان. وقال التقرير الذي أعده مركز تشاتام هاوس البحثي في لندن إن السياسات الغربية تسهم في شعور بعض اليمنيين والصوماليين بأنهم يتعرضون لهجوم ويشدهم ذلك إلى الراديكالية والتشدد.
وجاء في التقرير الذي صاغته سالي هيلي وجيني هيل: «بدلا من إجراء المزيد من التدريبات العسكرية والضربات الصاروخية هناك حاجة إلى ترتيبات سياسية جديدة يمكنها أن تدعم شبكات مقاومة الإرهاب».
وتصدر اليمن، جار السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، المخاوف الغربية منذ محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب أميركية فوق مدينة ديترويت في ديسمبر (كانون الأول) بعد أن أعلن المسؤولية تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له، وفي الصومال على الضفة الأخرى من خليج عدن تقاتل حركة الشباب المتشددة حكومة مؤقتة ضعيفة منذ ثلاث سنوات وتسيطر الآن على معظم جنوب ووسط البلاد. ونجح التنظيمان في تجنيد متشددين يعيشون في الغرب.
وفي 25 أغسطس (آب) قال مسؤولون أميركيون في واشنطن إن الولايات المتحدة ستزيد على الأرجح ضرباتها ضد «القاعدة» في اليمن، في مسعى لزيادة الضغوط على التنظيم المتشدد بنفس الطريقة التي تقوم بها طائرات بلا طيار ضد «القاعدة» في باكستان.