قال تعالى :
" قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا(103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُـمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) "
الدنيا مسألة ..... حسابية
خذ من اليوم ..... عبرة
ومن الأمس .... خبرة
اطرح منها التعب والشقاء
واجمع لهما الحب والوفاء
واترك الباقي لرب السماء
وكله على رب السماء
وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة و لكنها جافة ، و أجهش الحيوان بالبكاء من الألم الشديد من أثر السقوط و استمر هكذا لعدة ساعات كان المزارع خلالها يبحث الموقف و يفكر كيف سيستعيد الحصان ؟
و لم يستغرق الأمر طويلا كي يقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزا و أن تكلفة إستخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر ، هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل و تحتاج إلى ردمها بأي شكل .
و هكذا ، نادى المزارع جيرانه و طلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل مشكلتين في آن واحد ، التخلص من البئر الجاف و دفن الحصان .
و بدأ الجميع بالمعاول و الجواريف في جمع الأتربة و النفايات و إلقاءها في البئر. في بادئ الأمر ، أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه الألم و طلب النجدة.. النجدة و بعد قليل من الوقت إندهش الجميع لإنقطاع صوت الحصان فجأة . و بعد قليل نظر المزارع إلى داخل البئر و قد صعق لما رآه ، فقد وجد الحصان مشغولا بهز ظهره !كلما صقطت عليه الأتربة فيرميها بدوره على الأرض و يرتفع هو بمقدار خطوة واحدة للأعلى .
و هكذا استمر الحال ، الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع بدوره خطوة بخطوة إلى أعلى و بعد الفترة اللازمة لملء البئر ، إقترب الحصان من سطح الأرض حيث قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى سطح الأرض بسلام..
ا
*****
و بالمثل ، تلقي الحياة بأوجاعها و أثقالها علينا ، فكل مشكلة تقابلنا هي بمثابة عقبة و حجر عثرة في طريق حياتنا ، فلا نقلق ، لقد تعلمنا كيف ننجو من أعمق آبار المشاكل بأن ننفض هذه المشاكل عن ظهورنا و نرتفع بذلك خطوة واحدة للأعلى .
*****
تلخص لنا قصة الحصان القواعد الستة للسعادة بعبارات محددة كالآتي :
1-إجعل قلبك خاليا من الهموم
2-إجعل عقلك خاليا من القلق
3-عش حياتك ببساطة
4-أكثر من العطاء و توقع المصاعب
5-توقع أن تاخذ القليل
6-توكل على الله و اطمئن لعدالته
*****
الحكمة من وراء هذه القصة :
كلما حاولت أن تنس همومك فهي لن تنساك و سوف تواصل إلقاء نفسها فوق ظهرك ، و لكنك دوما تستطيع القفز عليها لتجعلها مقوية لك و موجهة لك إلى دروب نجاحك...
((رب إني ظلمت نفسي وإن لم تغفر لي وترحمني لأكونن من الخاسرين))