قالت فاطمة تزفسكن:الاسلام الذي هو قانون الله ،نجده واضحا في الطبيعةمن حولنا ،فبامر الله وحدهتسير الجبال والبحار والكواكب والنجوم وتهتدي في مسارتها .
فهي خاضعة لامر الله خالقها كما تخضع الشخصيات في رواية من الروايات ولله المثل الاعلى،فهي لا تنطق ولا تفعل الا ما يقرره الكاتب.
وهكذا فكل ذرة في هذا الكون -حتى الجماد منه- هو ايضا مسلم ولكن الانسان مستثنى من هذه القاعدة ،فقد منحه الله حرية الاختبار فله ان يستسلم لامر الله او يضع قانونه لنفسه ويسير على دينه الذي يرتضيه وقد اختار مع الاسف الطريق الثاني في معظم الاحوال .
الاسلامليس دينا جديدا من عند محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه عندما انتشر في الارض بعد مضي ستمائة عام على صعود المسيح عليه السلام الى السماء،نشر ثانية الوحي الذي تجسد في الاديان السماوية السابقة،واعاده الى اصله النقي الصافي ،فجميع الانبياء الذين ارسلهم الله عليهم السلام كانوا مسلمين ورسالتهم كانت واحدة دائما.
الاسلام نظام عالمي ودين كوني جاء لجميع الناس في كل العصور ولم يحدث ان اقرا الاسلام اية تفرقة بسبب العرق او الثقافة او الطبقة فكل مؤمن بالحقيقة مسلم يتمتع بالاخوة الاسلامية مع كافة الناس في كل عصر وهذا هو سر قوة الاسلام.
ان الناس في اوروبا وامريكا يقبلون على اعتناق الاسلام باعداد كبيرة ،لانهم متعطشون للراحة النفسية والاطمئنان الروحي بل ان عددا من المستشرقين والمبشرين النصارى الذين بداوا حملتهم مصممين على القضاء على الاسلام واظهار عيوبه المزعومة ،اصبحوا هم انفسهم مسلمين ،وما ذلك الا لان الحق حجته دامغة لا سبيل الى انكارها .
لم يتبين لي الفرق الشاسع بين تعاليم الاسلام وبين كثير من العادات الشرقية الا عندما دخلت عالم الاسلام الروحي عن طريق القران والكتابات الاسلامية،فشعرت ببطئ كيف يجذبني الاسلام وكانت تعاليمه تخاطب عقلي وفطرتي .
وكان من اهم ما شدني الى النظام الاجتماعي المثالي في الاسلام ،تساوي جميع الاجناس ،والتسامح الذي لا حد له ،والحرية التامة في جميع المجالات الدنيوية والروحية ،وكذلك الاعتراف بالحياة الدنيا من غير مبالغة ،والاجتهاد في طلب العلم الذي يعتبر فريضة على كل مسلم ومسلمة واخيرا وليس اخرا اعجبت بالعلاقة المباشرة بين العبد وربه.
لقد بدا لي، وانا اتلوا كتاب الله ان الاسلام وحده هو الطريق الذي علمه الله للناس منذ بدء الحقيقة وانه هو الحق .
يصعب علي ان احدد نواحي معينة اعجبت بها من بين تعاليم الاسلام ،اذ من العسير على المرء ان يفهم تفصيلات الاسلام وجزئياته مالم يكن قد احاط بصفة كلية.
فكل شئ في الاسلام وثيق الصلة بالاخر ،ولذا فالمسلم المؤمن لا يمكن ان يركز كل اهتمامه في موضوع واخد فحسب .
اما ما يتعلق بي شخصيا فاكثر ما يهمني من تعاليم ديني هي تلك المعلومات والقواعد التي تعينني على تحقيق التكامل الروحي والعقلي.