اشتكى بعض الناس إلى الخليفة العباسي عضد الدولة من قُطَّاع الطريق الذين يسكنون الجبل،
ويسرقون أموال القوافل وبضائعها .
فأرسل الخيلفة إلى أحد التجار وأعطاه بغلاً، وصندوقين فيهما حلوى لذيذة، طيبة الرائحة، وضع
فيها سما قاتلاً، وأخبر التاجر بذلك، وقال له: الْحق بالقافلة المسافرة، وتظاهر أن ما معك هدية لأحد
الأمراء، ففعل التاجر ما أمر به الخليفة .
وفي الطريق، هجم اللصوص على القافلة، وأخذوا كل ما معهم، وساق أحدهم البغل المحَمل
بصندوقَي الحلوى، وذهب مسروراً إلى زملائه، فشموا رائحة الحلوى الطيبة، فاجتمعوا عليها وقسموها
بينهم، وما هي إلا لحظات حتى هلكوا جميعاً، وتتبع التجار آثار اللصوص حتى عرفوا أماكنهم، فوجدوا
أنهم قد ماتوا جميعاً، فاستردوا أمتعتهم .