الا ان خير الزاد التقوى

عليك بتقوى الله ان كنت غافلا..ياتيك بالارزاق من حيث لاتدري
فكيف تخاف الفقر والله رازقا..فقد رزق الطير والحوت في البحر
ومن ظن ان الرزق ياتي بقوة..ما اكل العصفور شيئا مع النسر
تزود من الدنيا فانك لاتدري..اذا جن عليك الليل هل تعيش الى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة..وكم من سقيم عاش حينامنالدهر وكم من فتى امسىواصبح ضاحكا.واكفانه في الغيب تنسج وهو لايدر
فمن عاش الفا والفين..فلا بد من يوم يسير الى القبر

فارقتُ موضعَ مرقدي يوماً ففارقني السكون…….القبرُ أولُ ليلةٍ بالله قلي ما يكون
فلله دري يوم اُتركُ طائـعاً ……… بنيَ بأعلى الرقمتينِ وداريا
يقولون لا تبعد وهم يدفنونني …….و أين مكانُ البعد إلا مكانيا
كنزُ بحلاون عند الله نطلبُه…..خير الودائعِ من خير المؤدينا
فإذا النفوسُ تغرغرت بزفيرِ حشرجةِ الصدور…….. فهناك تعلمُ موقناً ما كنت إلا في غُرور
والله، والله لو عاش الفتى في عمرهِ …. أسمع
والله لو عاش الفتى في عمرهِ …….ألفاً من الأعوامِ مالكَ أمره
متنعماً فيها بكلِ لذيذةٍ ………….متلذذاً فيها بسكناَ قصره
لا يعتريه الهمُ طول حياته ………. كلا ولا تردٌ الهمومُ بصدره
ما كان ذلك كلُه في أن يفي……. فيها بأولِ ليلةٍ في قبره
والقبرُ روضةٌ من الجنانِ ………..أو حفرةٌ من حُفر النيرانِ
إن يكو خيراً فالذي من بعده…. أفضلُ عند ربنا لعبده
وإن يكن شراً فما بعدُ أشد………….. ويلٌ لعبدٍ عن سبيلِ اللهِ صد.
أتيتُ القبورَ فناديتُها ….. أين المعظمُ والمحتقر ؟
ولدتك أمك باكيا مستصرخا…….والناس حولك يضحكون سرورا
فأعما لنفسك أن تكون إذا بكوا…….في يوم موتك ضاحكا مسرورا
تفانوا جميعاً فما مخبرٌ.. وماتُوا جميعاً ومات الخبر
فيا سائلي عن أناسٍ مضوا.. أما لك في ما مضى معتبر
تروحُ وتغدو بناتُ الثرى….. فتمحو محاسنَ تلك الصور.